نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 5 صفحه : 315
(1) فلما فرغ حسّان من قوله قال الأقرع: [و أبي] [5] إن هذا الرجل خطيبه اخطب من خطيبنا، و شاعره أشعر من شاعرنا، و أصواتهم أعلى من أصواتنا.
فلما فرغوا أجازهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فأحسن جوائزهم، و كان عمرو بن الأهتم قد خلفه القوم في ظهرهم، و كان من أحدثهم سنا، فقال قيس بن عاصم و كان يبغض ابن الأهتم: يا رسول اللّه عليك السلام انه قد كان غلام منّا في رحالنا، و هو غلام حدث و أزرى به، فأعطاه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) مثل ما اعطى القوم، فقال عمرو بن الأهتم- حين بلغه ذلك من قول قيس- يهجوه، فذكر بياتا قالهنّ [6].
[ ()]
سجيّة تلك منهم غير محدثة* * * إنّ الخلائق فاعلم شرّها البدع
إن كان في النّاس سبّاقون بعدهم* * * فكلّ سبق لأدنى سبقهم تبع
لا يرقع النّاس ما أوهت أكفّهم* * * عند الدّفاع و لا يوهون ما رقعوا
إن سابقوا النّاس يوما فاز سبقهم* * * أو وازنوا أهل مجد بالنّدى متعوا
أعفّة ذكرت في الوحي عفّتهم* * * لا يطبعون و لا يرديهم طمع
لا يبخلون على جار بفضلهم* * * و لا يمسّهم من مطمع طبع
إذا نصبنا لحيّ لم ندبّ لهم* * * كما يدبّ إلى الوحشيّة الذّرع
نسموا إذا الحرب نالتنا مخالبها* * * إذا الزّعانف من أظفارها خشعوا
لا يفخرون إذا نالوا عدوّهم* * * و إن أصيبوا فلا خور و لا هلع
كأنّهم في الوغى و الموت مكتنع* * * أسد بحلية في أرساغها فدع
خذ منهم ما أتى عفوا إذا غضبوا* * * و لا يكن همّك الأمر الّذي منعوا
فإنّ في حربهم، فاترك عداوتهم* * * شرّا يخاض عليه السّمّ و السّلع
أكرم بقوم رسول اللّه شيعتهم* * * إذا تفاوتت الأهواء و الشّيع
أهدى لهم مدحتي قلب يوازره* * * فيما أحبّ لسان حائك صنع
فإنّهم أفضل الأحياء كلّهم* * * إن جدّ بالنّاس جدّ القول أو شمعوا