responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي    جلد : 5  صفحه : 312

(1)


[ ()] يمس واسطة الرحل تواضعا للّه تعالى و إعلاما لأصحابه أن ما وقع إنما هو بحول اللّه تعالى، لا بكثرة من معه من الجمع و إنما جعلهم سببا لطفا منه بهم، و لذلك نبه من ظن منهم او هجس في خاطره ان للجمع مدخلا فيما وقع من الهزيمة في حنين أولا و ما وقع بعد من النصرة بمن ثبت مع النبي (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هم لا يبلغون ثلاثين نفسا. و لما امر بذلك فأرشد السياق الى أن التقدير: و تب إليه، علله مؤكدا لأجل استبعاد من يستبعد مضمون ذلك من رجوع الناس في الردة و من غيره بقوله: (إنه) اي المحسن إليك بخلافته لك في أمتك، و يجوز أن يكون التأكيد دلالة ما تقدم من ذكر الجلالة مرتين على غاية العظمة و الفوت على الإدراك بالاحتجاب بأردية الكبرياء و العزة و التجبر و القهر، مع أن المألوف أن من كان على شي‌ء من ذلك كان بحيث لا يقبل عذرا و لا يقبل نادما. (كان) أي لم يزل (توابا) أي رجاعا لمن ذهب به الشيطان من أهل رحمته. فهو الذي رجع بأنصارك عما كانوا عليه من الاجتماع على الكفر و الاختلاف بالعداوات فأيدك بدخولهم في الدين شيئا فشيئا حتى اسرع بهم بعد سورة الفتح الى أن دخلت مكة في عشرة آلاف، و هو أيضا يرجع بك الى الحال التي يزداد بها ظهور رفعتك في الرفيق الأعلى، و يرجع بمن تخلخل من أمتك في دينه بردة أو معصية دون ذلك [إلى ما كان عليه من الخير و يسير بهم أحسن سير].

«فقد رجع آخر السورة الى أولها بأنه لو لا تحقق وصفه بالتوبة لما وجد الناصر الذي وجد به الفتح، و التحم مقطعها اي التحام بمطلعها، و علم ان كل جملة منها مسببة عما قبلها، فتوبة اللّه تعالى على عبيده نتيجة توبة العبد باستغفاره الذي هو طلب المغفرة بشروطه، و ذلك ثمرة اعتقاده الكمال في ربه تبارك و تعالى، و ذلك ما دل عليه إعلاؤه لدينه و فسره للداخلين فيه على الدخول مع أنهم أشد الناس شكائم و أعلاهم همما و عزائم و قد كانوا في غاية الإباء له و المغالبة للقائم به، و ذلك هو فائدة الفتح الذي هو آية النصر. و قد علم أن بالآية الأخيرة من الاحتباك ما دل بالأمر بالاستغفار [على الأمر] بالتوبة و بتعليل الأمر بالتوبة على تعليل الأمر بالاستغفار».

انتهى ما أوردته من كلام الشيخ برهان الدين البقاعي، و تأتي بقيته في الوفاة النبوية إن شاء اللّه تعالى.

نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي    جلد : 5  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست