responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي    جلد : 5  صفحه : 311

(1)


[ ()] الحصول فقال‌]: (رجاء) أي استقر و ثبت في المستقبل لمجي‌ء وقته المضروب له في الأزل، [و زاد في تعظيمه بالإضافة ثم بكونها الى اسم الذات فقال‌]: (نصر اللّه) اي الملك الأعظم الذي لا مثل له و لا أمر لأحد معه [على جميع الناس في كل امر تريده، و لما كان النصر درجات، و كان قد أشار سبحانه بمطلق الإضافة اليه ثم بكونها الى الإسم الأعظم الى ان المراد أعلاها صرح به فقال‌]:

(و الفتح) اي الذي نزلت سورته بالحديبية مبشرة بغلبة حزبه الذي أنت قائدهم و هاديهم و مرشدهم [لا سيما] على مكة التي لها بيته و منها ظهر دينه، و بها كان أصله و فيها مستقر عموده و عز جنوده، فذل بذلك جميع العرب، [و قالوا: لا طاقة لنا بمن أظفره اللّه بأهل الحرم‌] ففروا بهذا الذل حتى كان ببعضهم هذا الفتح، و يكون بهم كلهم فتح جميع البلاد، و للإشارة الى الغلبة على جميع الأمم ساقه تعالى في أسلوب الشرط و لتحققها عبر عنه «بإذا».

«و رأيت الناس) أي العرب الذين كانوا حقيرين عند جميع الأمم فصاروا بك هم الناس و صار سائر اهل الأرض لهم اتباعا. «يدخلون» شيئا فشيئا فشيئا محددا دخولهم مستمرا (في دين اللّه) أي شرع من لم تزل كلمته هي العليا في حال الخلق بقهره لهم على الكفر [الذي لا يرضاه لنفسه عاقل ترك الحظوظ] و في حال طواعيتهم بقسره لهم على الطاعة و عبر عنه بالدين الذي معناه الجزاء لأن العرب كانوا لا يعتقدون القيامة التي لا يتم الجزاء إلا بها. (أفواجا) أي قبائل و زمرا، زمرا و جماعات كثيفة كالقبيلة بأسرها أمة بعد امة، في خفة و سرعة و مفاجأة و لين، واحدا واحدا أو نحو ذلك، لأنهم قالوا: أما إذا ظفر بأهل الحرم و قد كان اللّه تعالى أجارهم من اصحاب الفيل [الذين لم يقدر احد على ردهم‌] فليس لنابه يدان [فتبين من هذا القياس المنتج هذه النتيجة البديهية بقصة اصحاب الفيل ما رتبه اللّه إلا إرهاطا لنبوته و تأسيسا لدعوته فألقوا بأيديهم و أسلموا قيادهم حاضرهم و باديهم‌]. و لما كان التقدير: فقد سبح اللّه تعالى نفسه بالحمد بإبعاد نجس الشرك عن جزيرة العرب بالفعل قال:

(فسبح) أي نزه أنت بقولك و فعلك [بالصلاة و غيرها] موافقة لمولاك لما فعل تسبيحا ملبسا (بحمد) أي بكمال (ربك) [الذي أنجز لك الوعد بإكمال الدين و قمع المعتدين‌] المحسن إليك بجميع ذلك لأن كله لكرامتك و إلا فهو عزيز حميد على كل حال تعجبا [لتيسير اللّه على هذا الفتح ما لم يخطر بالبال‌] و شكرا لما أنعم به سبحانه عليه من انه أراه تمام ما أرسل لأجله و لأن كل حسنة يعملها اتباعه له مثلها.

«و لما أمره (صلّى اللّه عليه و سلّم) بتنزيهه عن كل نقص و وصفه بكل كمال مضافا الى الرب، امره بما يفهم منه العجز عن الوفاء بحقه لما له من العظمة المشار إليها بذكره مرتين بالاسم الأعظم الذي له من الدلالة على العظم و العلو الى محل الغيب الذي لا مطمع في دركه مما تتقطع الأعناق دونه فقال: (و استغفره) أي اطلب غفرانه إنه كان غفارا، إيذانا بأنه لا يقدر أحد أن يقدره حق قدره لتقتدي بك أمتك في المواظبة على الأمان الثاني لهم، فإن الأمان الأول الذي هو وجودك بين أظهرهم قد دنا رجوعه الى معدنه في الرفيق الأعلى و المحل الأقدس، و كذا فعل (صلّى اللّه عليه و سلّم) يوم دخل مكة مطأطئا رأسه حتى انه ليكاد

نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي    جلد : 5  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست