responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي    جلد : 5  صفحه : 208

(1)

على خلق لم ألف أمّا و لا أبا* * * عليه و لم تدرك عليه أخا لكا

سقاك أبو بكر بكأس روية* * * و أ نهلك المأمون منها و علّكا [2]

فلما بلغ الأبيات رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) أهدر دمه، و قال: من لقي كعبا فليقتله فكتب بذلك بجير إلى أخيه يذكر له أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قد أهدر دمه و يقول له:

النجاء، و ما أراك تنفلت.

ثم كتب إليه بعد ذاك: اعلم أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) لا يأتيه أحد يشهد أن لا إله إلا اللّه و أنّ محمدا رسول اللّه إلا قبل ذلك منه، و أسقط ما كان قبل ذلك، فإذا جاءك كتابي هذا فأسلم، و أقبل.

فأسلم كعب و قال القصيدة التي يمدح فيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، ثم أقبل حتى أناخ راحلته بباب مسجد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، ثم دخل المسجد و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) مع أصحابه مكان المائدة من القوم، و القوم متحلقون معه حلقة دون حلقة يلتفت هؤلاء مرّة فيحدثهم، و إلى هؤلاء مرّة فيحدثهم قال كعب: فأنخت راحلتي بباب المسجد، ثم دخلت المسجد فعرفت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) بالصّفة، فتخطّيت حتى جلست إليه، فأسلمت، فقلت: «أشهد أن لا إله إلا اللّه، و أنك رسول اللّه»، الأمان يا رسول اللّه، قال: «و من أنت؟» قلت: أنا كعب ابن زهير قال: «الذي يقول»، ثم التفت إلى أبي بكر، فقال: «كيف يا أبا بكر»، فأنشده أبو بكر.


[2] أ نهلك: سقاك النهل، و هو الشرب الأول و علك: سقاك العلل، و العلل: الشرب الثاني، و قد وردت الأبيات في سيرة ابن هشام هكذا:

ألا أبلغا عنّي بجيرا رسالة* * * فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا

فبيّن لنا إن كنت لست بفاعل‌* * * على أيّ شي‌ء غير ذلك دلّكا

على خلق لم ألف يوما أبا له‌* * * عليه و ما تلفي عليه أبا لكا

فإن أنت لم تفعل فلست بآسف‌* * * و لا قائل إمّا عثرت لعا لكا

سقاك بها المأمون كأسا رويّة* * * فأنهلك المأمون منها و علّكا

نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي    جلد : 5  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست