نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي جلد : 5 صفحه : 192
(1) ثم انصرف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) من الطائف في شوال الى الجعرانة، و بها السّبي، و قدمت عليه وفود هوازن مسلمين فيهم تسعة نفر من أشرافهم فأسلموا، و بايعوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) على الإسلام، ثم كلموه فيمن أصيب، فقالوا: يا رسول اللّه! ان فيمن أصبتم: الأمهات، و الأخوات، و العّمات، و الخالات، وهن مخازي الأقوام، و نرغب إلى اللّه و إليك يا رسول اللّه و كان رحيما جوادا كريما فقال: سأطلب لكم ذلك، و قد وقعت المقاسم مواقع فأي الأمرين أحب إليكم: أطلب لكم السّبي، أم الأموال؟ قالوا: خيّرتنا يا رسول اللّه بين الحسب و بين [المال]، فالحسب أحبّ إلينا و لا نتكلّم في شاة و لا بعير، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم): أما الذي لبني هاشم فهو لكم، و سوف أكلم لكم المسلمين و أشفع لكم، فكلّموهم و أظهروا إسلامكم، و قولوا: نحن إخوانكم في الدين و علّمهم التشهد، و كيف يتكلمون، و قال لهم: قد كنت استأنيت بكم بضع عشرة ليلة، فلما صلّى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) الهاجرة قاموا فاستأذنوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) في الكلام، فأذن لهم، فتكلم خطباؤهم فأصابوا القول، فأبلغوا فيه، و رغبوا إليهم في ردّ سبيهم، ثم قام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) حين فرغوا فشفع لهم و حضّ المسلمين عليه، و قال: قد رددت الذي لبني هاشم، و الذي بيدي عليهم، فمن أحب منكم أن يعطى غير مكره فليفعل، و من كره أن يعطي و يأخذ الفداء فعليّ فداؤهم فأعطى الناس ما كان بأيديهم منهم إلا قليلا منهم [4] سألوا الفداء.
و باسناده قال: حدثنا موسى بن عقبة قال: قال ابن شهاب: حدثني عروة ابن الزبير، أنّ مروان بن الحكم و المسور بن مخرمة أخبراه ان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) قال حين آذن للناس في عتق سبي هوازن: إني لا أدري من أذن لكم ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم، فرجعوا إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)، فأخبروه أن الناس قد طيّبوا و أذنوا.