responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي    جلد : 5  صفحه : 120

(1) حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا احمد بن عبد الجبار قال: حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: حدثنا عاصم بن [عمر بن‌] [2] قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه جابر بن عبد اللّه، و عمرو بن شعيب، و الزهري، و عبد اللّه بن ابي بكر بن حزم، و عبد اللّه بن المكدّم بن عبد الرحمن الثقفي، عن حديث حنين حين سار إليهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و ساروا اليه فبعضهم يحدث ما لا يحدّث به بعض، و قد اجتمع حديثهم‌:


[ ()] مع هوازن ثقيف كلها و نصر و جشم كلها، و سعد بن بكر، و ناس من بني هلال، و هم قليل. قال محمد بن عمر: لا يبلغون مائة، و لم يشهدها من قيس عيلان- أي بالعين المهملة- إلا هؤلاء، و لم يحضرها من هوازن كعب و لا كلاب، مشى فيها ابن أبي براء فنهاها عن الحضور و قال: و اللّه لو ناوءوا محمدا من بين المشرق و المغرب لظهر عليهم.

قال في زاد المعاد: كان اللّه تعالى قد دعا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) و هو الصادق الوعد- أنه إذا فتح مكة دخل الناس في دينه أفواجا، و دانت له العرب بأسرها، فلما تم له الفتح المبين، اقتضت حكمة اللّه- تعالى- ان امسك قلوب هوازن و من تبعها عن الإسلام و أن يتجمعوا و يتأهبوا لحرب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم)- و المسلمين، ليظهر أمر اللّه- سبحانه و تعالى- و تمام إعزازه، لرسوله (صلّى اللّه عليه و سلّم) و نصره لدينه، و لتكون غنائمهم شكرا لأهل الفتح، ليظهر اللّه و رسوله و عباده و قهره لهذه الشوكة العظيمة التي لم يلق المسلمون مثلها، فلا يقاومهم بعد احد من العرب. و يتبين ذلك من الحكم الباهرة التي تلوح للمتأملين و اقتضت حكمته- تعالى- أن أذاق المسلمين أولا مرارة الهزيمة و الكبوة مع كثرة عددهم و عددهم و قوة شوكتهم ليطأ من رؤوس رفعت بالفتح و لم تدخل بلده و حرمه كما دخله رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) واضعا رأسه منحنيا على فرسه، حتى إن ذقنه تكاد أن تمس سرجه تواضعا لربه تبارك و تعالى، و خضوعا لعظمته، و استكانة لعزته أن أحل له حرمة بلده، و لم يحله لأحد قبله، و لا لأحد من بعده، و ليبين عز و جل لمن قال: لن نغلب اليوم من قلة ان النصر إنما هو من عنده، و أنه من ينصره فلا غالب له، و من يخذله فلا ناصر له غيره، و أنه- تعالى- هو الذي تولى نصر رسوله و دينه لا كثرتكم التي أعجبتكم، فإنها لم تغن عنكم شيئا فوليتم مدبرين فلما انكسرت قلوبهم أرسلت إليها خلع الجبر مع مزيد ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى‌ رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها و قد اقتضت حكمته- تبارك و تعالى- أن خلع النصر و جوائزه إنما تفضي على أهل الانكسار وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ، وَ نُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ‌.

[2] الزيادة من (ح).

نام کتاب : دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة نویسنده : أبو بكر البيهقي    جلد : 5  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست