responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 12  صفحه : 171

بحمالة سيفه في عنقه فلبه بها، و قال لرجال ممن كان معه من الأنصار:

ادخلوا على رسول اللَّه فاجلسوا عنده، و احذروا [عليه من‌] هذا الخبيث، فإنه غير مأمون، ثم دخل به على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم).

فلما رآه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و عمر رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه آخذ بحمالة سيفه في عنقه قال: أرسله يا عمر، ادن يا عمير، فدنا ثم قال: انعموا صباحا- و كانت تحية أهل الجاهلية بينهم- فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): قد أكرمنا اللَّه بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام تحية أهل الجنة، قال: أما و اللَّه يا محمد إن كنت لحديث عهد بها، قال فما أقدمك؟ قال: جئتك لهذا الأسير الّذي في أيديكم، فأحسنوا فيه، قال: فما بال السيف في عنقك؟ قال: قبحها اللَّه من سيوف، و هل أغنت شيئا؟ قال: أصدقني ما الّذي جئت له؟ قال: ما جئت إلا لذلك.

قال بل قعدت أنت و صفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت: لو لا دين عليّ و عيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمل لك صفوان بدينك و عيالك حتى تقتلني له، و اللَّه حائل بينك و بين ذلك.

قال عمير: أشهد أنك رسول اللَّه، و قد كنا [يا رسول اللَّه‌] نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء، و ما ينزل عليك من الوحي، و هذا أمر لم يحضره إلا أنا و صفوان، فو اللَّه إني لأعلم إنه ما أتاك به إلا اللَّه، فالحمد للَّه الّذي هداني للإسلام، و ساقني هذا المساق، ثم تشهد بشهادة الحق، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): فقهوا أخاكم في دينه، و أقرئوه القرآن، و أطلقوا له أسيره، قال:

ففعلوا.

ثم قال: يا رسول اللَّه، إني كنت جاهدا على إطفاء نور اللَّه، شديد الأذى لمن كان على دين اللَّه، و إني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة، فأدعوهم إلي اللَّه و إلى الإسلام، لعل اللَّه أن يهديهم، و إلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك.

قال: فأذن له رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، فلحق بمكة، و كان صفوان بن أمية حين خرج عمير بن وهب يقول لقريش: أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام تنسيكم وقعة بدر، و كان صفوان يسأل عنه الركبان، حتى قدم راكب فأخبره بإسلامه فحلف لا يكلمه أبدا و لا ينفعه بنفع أبدا، فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى‌

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 12  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست