responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 11  صفحه : 166

أحدهما: أنه يتضمن ثناء المصلى عليه، و الإشادة بذكر شرفه و فضله، و الإرادة و المحبة لذلك من اللَّه- تعالى.

الثاني: أن ذلك سمى منا صلاة عليه لسؤالنا من اللَّه- تعالى- أن يصلى عليه، فصلاة اللَّه ثناؤه و إرادته لرفع ذكره و تقريبه، و صلاتنا نحن عليه سؤالنا اللَّه- تعالى- أن يفعل ذلك به، و ضد ذلك في لعنة أعدائه الشانئين [1] لما جاء به، فإنّها تضاف إلى اللَّه- تعالى- و تضاف إلى العبد كما قال تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى‌ مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ‌ [2].

فلعنة اللَّه لهم تتضمن مقته و إبعاده و بغضه لهم، و لعنة العبد سؤال اللَّه- تعالى- أن يفعل ذلك بمن هو أهل اللعنة، و إذا ثبت هذا، فمن المعلوم أنه لو كانت الصلاة هي الرحمة لم يصح أن يقال لطالبها من اللَّه- تعالى- مصليا، و إنما يقال له مسترحما له، كما يقال لطالب المغفرة مستغفرا له، و لطالب العطف مستعطفا، و نظائره كثيرة، و لهذا يقال لمن سأل اللَّه المغفرة: قد عفى عنه، و هنا قد سمى العبد مصليا، فلو كانت الصلاة هي الرحمة، لكان العبد راحما لمن صلى عليه، و كان يقال رحمه يرحمه، و من رحم النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مرة (رحمه اللَّه)- تعالى- بها عشرا، و هذا معلوم البطلان، فإن قيل: ليس معنى صلاة العبد عليه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) رحمه، إنما معناها طلب الرحمة له من اللَّه- تعالى، قيل هذا غير مسلم لأمرين:

احدهما: أن طلب الرحمة مشروع لكل مسلم، و طلب الصلاة من اللَّه- تعالى- يختص بالأنبياء و الرسل عند كثير من الناس كما تقدم.

الثاني: أنه لو سمى طالب الرحمة مصليا لسمى طالب المغفرة غافرا، و طالب العفو عافيا، و طالب الصفح صافحا، و نحوه، فإن قيل: فأنتم قد سميتم طالب الصلاة من اللَّه- تعالى- مصليا، قيل: إنما سمى مصليا


[1] الشانئون: جمع شانئ، و هو المبغض، قال تعالى: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ [الكوثر: 3].

[2] البقرة: 159.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 11  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست