نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 11 صفحه : 167
لوجود حقيقة الصلاة منه، فإن حقيقتهما الثناء، و إرادة الإكرام و التقريب، و إعلاء المنزلة، و هذا حاصل من صلاة العبد، لكن العبد يريد ذلك من اللَّه- تعالى- و اللَّه- سبحانه- يريد ذلك من نفسه أن يفعله برسله.
و أما على الوجه الثاني: فإنه سمى مصليا لطلبه ذلك من اللَّه، لأن الصلاة من نوع الكلام الطلبى و الخبرى، و قد وجد ذلك من المصلى بخلاف الرحمة، و الرحمة أفعال لا تحصل من الطالب و إنما تحصل من المطلوب منه.
الوجه العاشر:
أنه قد ثبت عن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أنه قال: من صلّى على مرة صلى اللَّه بها عشرا، و أن اللَّه تعالى قال: من صلّى عليك من أمتك مرة صليت عليه عشرا.
و هذا موافق للقاعدة المستقرة في الشريعة أن الجزاء من جنس العمل، و صلاة اللَّه تعالى على المصلى على رسوله جزاء لصلاته هو عليه، و معلوم أن صلاة العبد على رسوله (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ليست هي رحمة من العبد لتكون صلاة اللَّه من جنسها، و إنما هي ثناء على الرسول (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و إرادة من اللَّه- تعالى- أن يعلى ذكره و يزيده تعظيما و تشريفا، و الجزاء من [جنس] [1] العمل، فمن أثنى على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) جزاه اللَّه- تعالى- من جنس عمله بأن يثنى عليه و يزيد تشريفة و تكريمة، فصح ارتباط الجزاء بالعمل و مشاكلته له، و مناسبته إياه،
كقوله (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من يسر على معسر يسر اللَّه عليه حسابه، و من ستر مسلما ستره اللَّه في الدنيا و الآخرة و من نفس عن مؤمن كربه من كرب الدنيا نفس اللَّه عنه كربه من كرب يوم القيامة، و اللَّه في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، و من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل اللَّه له به طريقا إلى الجنة. و من سئل عن علم فكتمه ألجمه اللَّه يوم القيامة بلجام من نار، و من صلّى على النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مرة، صلى اللَّه عليه عشرا،
و نظائره كثيرة.
الوجه الحادي عشر: إنّ أحدا قال: إنّ رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم)(رحمه اللَّه)، بدل (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، لبادرت الأمة إلى الإنكار عليه، و عدوه مبتدعا غير موقر للرسول (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و لا