نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 11 صفحه : 163
و الصلاة الخاصة:
صلاته- تعالى- على أنبيائه و رسله، خصوصا على خاتمهم و أفضلهم محمد (صلّى اللَّه عليه و سلّم)، اختلف في معناها. فقيل: إنها رحمته- تعالى-.
روى إسماعيل بن إسحاق من طريق جويبر عن الضحاك قال: صلاة اللَّه- تعالى- رحمته و صلاة الملائكة الدعاء، و قال المبرد: أصل الصلاة الرحمة فهي من اللَّه- تعالى- رحمة، و من الملائكة استدعاء للرحمة من اللَّه، و هذا القول هو المعروف عند كثير من المتأخرين، و قيل: إن الصلاة مغفرته.
قال جويبر عن الضحاك: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَ مَلائِكَتُهُ[1] صلاة اللَّه مغفرته، و صلاة الملائكة الدعاء، و هذا القول من جنس الّذي قبله، و ردّ بوجوه:
أحدها: أن اللَّه- تعالى- قد فرق بين صلاته على عباده و رحمته، فقال تعالى: وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ* أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[2].
فعطف- تعالى- الرحمة على الصلاة، فاقتضى ذلك تغايرهما، و هذا أصل العطف.
و أما قول الشاعر:
فألفى قولها كذبا و مينا
فإنه شاذ لا يحمل عليه أفصح الكلام مع أن المين أخص من الكذب.
ثانيها: أن صلاة اللَّه- تعالى- خاصة بأنبيائه و رسله و عباده المؤمنين.
و أما رحمته فوسعت كل شيء فليست الصلاة مرادفة للرحمة، لكن الرحمة من لوازم الصلاة و موجباتها و ثمراتها، فمن فسرها بالرحمة فقد فسرها ببعض ثمرتها و آحاد مقصودها، و هذا كثير ما يأتى في تفسير ألفاظ القرآن،