و قوله تعالى: وَ لا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَ لا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ[2]، و
قول رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم): إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان صائما فليصل، قيل: فليدع بالبركة، و قيل: يصلى عنده بدل أكله،
و قيل:
الصلاة لغة معناها الدعاء، و الدعاء نوعان: دعاء عبادة، و دعاء مسألة.
فالعابد داع، كما أن السائل داع، و بهما فسر، قوله- تعالى: وَ قالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[3]، قيل: أطيعوني أثبكم و قيل: ادعوني سلوني أعطكم، و بهما فسر قوله- تعالى: وَ إِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ[4]، و الصواب أن الدعاء يعم النوعين، و هو لفظ متواطئ لا اشتراك فيه، فمن استعماله في دعاء العبادة قوله- تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ[5]، و قوله- تعالى: وَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَ هُمْ يُخْلَقُونَ[6] و قوله- تعالى: ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ[7]، و الصحيح