نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 11 صفحه : 160
من يسأل المطاع حوائجه منزلة واحدة، فكيف بأعظم محب و أجله لأكرم محبوب و أحقه بمحبة ربه؟ و لو لم يكن من فوائد الصلاة على النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) إلا هذا المطلوب وحده لكفى المؤمن به شرفا فكيف و معها أخواتها؟
و اعلم أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) قد خصه اللَّه- تعالى- من مزايا الشرف الرفيع بأن جعل له الأجر الزائد على أجر عمله مثل أجور من اتبعه منذ ابتعثه إلى قيام الساعة، فشرفه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) الشرف الّذي لا فوقه غاية، و لا له نهاية، و صلاة أمته و سلامهم عليه ليس له فيها شيء يجدد، و لا شرف يتعدد، و إنما هي فضل من اللَّه يعود على أمته بتكفير سيئاتهم، و محو خطيئاتهم، و زيادة حسناتهم، و ارتفاع درجاتهم، ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ[1]، فمن دعا إلى سنته (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و أرشد إلى دينه و علم الخير أمته، إذا قصد توفير هذا الحظ على المصطفى (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و صرفه إليه، و قصد بدعائه الخلق إلى اللَّه أن يتقرب إلى اللَّه- تعالى- بإرشاد عباده، و أن يوفر أجور المطيعين له على الرسول (صلّى اللَّه عليه و سلّم) كان ذلك أرفع لقدره، و أعظم لأجره، فإن اللَّه- تعالى- يثيبه مع الأجر على دعوته و تعليمه بحسب هذه النية ثوابا جزيلا، و يؤتيه أجرا كبيرا، و اللَّه الموفق بمنه و كرمه.