و فى طائفة ثالثة منها[ ( ان امر الله
لايقاس]( فمنها : ما رواه محمد بن مسلم عن ابى عبدالله ( ع ) قال : فى كتاب آداب
اميرالمؤمنين ( ع ) لاتقيس الدين فان امرالله لايقاس و سيأتى قوم يقيسون و هم
اعداء الدين . [2]
الى غيرها من الروايات التى قد يمكن جمع
بعضها تحت عنوان واحد آخر غير ما ذكر . [3]
ان قلت : ان العمل بهذه الروايات يستلزم
حرمة العمل بالقياس باقسامه الاربعة و التالى باطل اجماعا .
قلنا : اولا : ان العمل فى الاقسام الثلاثة
الاخر لايكون حقيقة الا عملا بنفس السنة و مفاد النص و اللفظ فهى لاتتجاوز عن حد
التسمية بالقياس , و اما حقيقة فليس شيئى منها من القياس .
و ثانيا : يتعين بنفس الروايات معنى القياس
الوارد فيها لان قياسات ابىحنيفة التى وردت فى عدة منها كانت قياسات ظنية مبتنية
على آرائه الشخصية , كما ان قياس ابليس ايضا كان قياسا ظنيا مبنيا على حدسه ورأيه
و عدم اعتنائه الى قوله تعالى فى حق آدم[ ( و نفخت فيه من روحى]( .
ثم اضف الى جميع ذلك ضرورة المذهب فانه لم
ينقل جواز القياس من احد من الامامية الا ابن جنيد فى اوائل استبصاره و ذلك لاجل
ما بقى له من الرسوبات الذهنية من قبل الاستبصار .
ثم انه قد يستدل برواية ابان المعروفة لعدم
حجية القطع الحاصل من القياسايضا لانه كان قاطعا كما يشهد عليه استعجابه و قوله فى
جواب الامام ( ع ) :[ ( سبحان الله يقطع ثلاث]( . . . [4] الى آخر قوله .