نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 2 صفحه : 515
ثم بعد ذلك يمدح العادل و يذم الظالم , و
الانشأ انما هو فى هذه المرحلة فقط ( اعنى مرحلة المدح و الذم ) و اما الاستحسان و
التقبيح العقلييان فهما ينشئان عن المبادى الحاصلة من المصالح و المفاسد الخارجية
و كأن الخلط بين هذه الامور الثلاثة كان سببا للمبانى الفاسدة التى اشرنا اليها
آنفا .
و فى الواقع الحسن و القبح من المعقولات
الثانوية التى محل عروضها هو الذهن و منشأها فى الخارج , لا من المعقولات الاولية
او الامور المجعولة المحضة .
الى هنا تم البحث عن المرحلة الاولى من
المراحل الثلاثة المبحوث عنها فى الادلة العقلية , و هو ان يكشف العقل عن حكم
الشرع و يحصل القطع به من ناحية علل الاحكام التامة , اى المصالح و المفاسد
المقتضية لحكم الشرع مع العلم بفقدان موانعها و اجتماع شرائطها .
و من هنا يظهر الكلام فى المرحلة الثانية و
هى كشف العقل حكم الشرع من ناحية معلولات الاحكام , اى من ناحية ثبوت العقاب و
عدمه , نظير حكم العقل فى الاصول العملية العقلية , و هى ثلاثة : البرائة العقلية
و الاحتياط العقلى و التخيير العقلى .
اما البرائة العقلية : فهى مبنية على كون
قاعدة قبح العقاب بلا بيان قاعدة عقلية لا عقلائية فيستكشف من حكم العقل بقبح
العقاب حكم الشارع بعدم فعلية الوجوب و الحرمة الواقعيين لو كانا فى البين .
و اما الاحتياط العقلى فهو حكم العقل بصحة
العقاب فى صورة وجود العلم الاجمالى فى الشبهات المحصورة و كذلك فى الشهات البدوية
قبل الفحص فيحكم العقل بفعلية الحكم الواقعى فى اطراف الشبهة فى الشبهات المحصورة
, و يحكم فى الشبهات قبل الفحص بانه لو كان هناك حكم واقعى كان فعليا يؤخذ العبد
به ,و كذلك التخيير العقلى فاذا دار الامر بين الوجوب و الحرمة يحكم العقل بقبح
العقاب لمنارتكب الفعل او تركه , و يكشف من هذا الطريق عدم فعلية الحكم الواقعى الشرعى
, ففى تمام موارد جريان الاصول العقلية يكشف العقل
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 2 صفحه : 515