نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 2 صفحه : 514
و خامسا : ان قوله باستحالة حكم الشارع فى
مورد حكم العقل ايضا كلام عجيبلانهكيف يمكن ان يكون التأكيد تحصيلا للحاصل , و قد
قرر فى علم الكلام ان من غايات بعث الانبياء تأكيد الاحكام العقلية بواسطة التشريع
, و لم يقل احد هناك بانه تحصيل للحاصل , و قد اشتهر بينهم ان الواجبات الشرعية
الطاف فى الواجباتالعقلية .
و سادسا : ما اشتهر بينهم من ان الحسن و
القبح من المشهورات المبنية علىالتدريب و الرتبية ( و الظاهر انهم اخذوه مما ذكره
ابن سينا فى منطق الاشارات ) [1] الظاهر انه من المشهورات التى لا اصل لها و كذا
ما ورد فى كلمات بعضهم من ان الحسن و القبح من الامور الانشائية المجعولة من جانب
العقلاء , بل الحق انه فى كثير من مصاديقها من الامور الواقعية البديهية او ما
يقرب من البداهة و لا دخل للتربية و لا للانشأ فيهما .
توضيح ذلك : ان العدالة و الظلم ( المذكورين
فى المثال ) لهما آثار فى المجتمع الانسانى بل و فى الافراد من الصلاح و الفساد
لايقدر احد على انكارها , لا اقول : انه من قبيل[ ( الواحد نصف الاثنين]( بل اقول
: انها تدرك بادنى تأمل و تفكر , فمن ذاالذى لايدرك المفاسد الحاصلة من الظلم , و
المصالح و العمران و التكامل الحاصلة من العدل , و لو كان هناك اختلاف فانما هو
فىموضوعاته و مصاديقه لا فى اصله .
و ان شئت قلت : هناك امور ثلاثة : المصالح و
المفاسد الحاصلة من العدل و الظلم و نفس هذين الوصفين ( العدل والظلم ) ثم مدح
العقلاء و ذمهم على فعلهما .
فالمصالح والمفاسد امور واقعية تكوينية (
مثل اراقة الدماء و محو الاموال و الاضطرابات الحاصلة منها و خراب البلاد و ضغط
العباد او الهدؤ و الراحة و عمارة البلاد و رفاه العباد , كل هذه و اشباهها امور
تكوينية ) و على اثر ذلك يستحسن عقل الانسان العدالة و يستقبح الظلم من غير حاجة
الى من يعلمه و يدريه او يقوم بالجعل و الانشأ .
[1]بناء
على ما نقله عنه فى اصول الفقه المجلد الاول , ص 225 , من الطبع القديم (
دارالنعمان بالنجف ) .
نام کتاب : انوار الأصول - ط مدرسة الامام اميرالمؤمنين نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 2 صفحه : 514