العدم بعد الزوال
كالوجود المقيّد به ، ويكون قوامه وتحقّقه بعد الزوال ، ولايكون له تحقّق قبل
الزوال فلايمكن استصحاب العدم بعد الزوال إلاّ إذا آن وقت الزوال ، ومن المعلوم
ليست لهذا العدم المقيد حالة سابقة آن وقت الزوال.
فتكون النتيجة ، أنّ العدم المطلق وإن
كان ذا حالة سابقة ، لكنّه انتقض بوجوب الجلوس إلى الزوال ، وأمّا العدم المضاف
إلى الزوال الذي لايتحقّق إلاّ بتحقّق الزوال فليس له حالة سابقة إلاّ بنحو
السالبة بانتفاء الموضوع. [١]
يلاحظ
عليه : أنّ حدوث كلّ فرد مسبوق بعدم نفسه ،
فكما أنّ وجوب الجلوس إلى الزوال كان مسبوقاً بعدم نفسه ، فهكذا وجوب الجلوس بعد
الزوال مسبوق بعدم نفسه ، بشهادة أنّه حادث ، وكلّ حادث مسبوق بالعدم ، وعلى ذلك
يكون عدمه نفس العدم الأزلي.
وما ذكره من أنّ هذا العدم إنّما يتحقّق
عند الزوال ، فهو خلط بين العدم المضاف إلى « الزوال » والعدم المقيّد بالزوال ،
فالأوّل مضاف إلى المعدوم وهو عدم أزلي سابق ، والثاني أي ما يكون العدم مقيّداً
بالزوال فهو عدم مقارن مع الزوال وليس أزلياً.
فالأوّل منه متحقّق قبل الزوال مع إضافة
العدم إليه ، بخلاف الثاني فانّه يتوقف على حلول الزوال.
نظرية النراقي بثوبها الجديد
ثمّ إنّ المحقق الخوئي أحيا نظرية
المحقّق النراقي ببيان آخر ، وحاصله : أنّ للأحكام مرحلتين :