ودلالة ومدلولاً ،
لكنّه ينحل عند العقل إلى أُمور ثلاثة : ذات وعنوان واتّصاف ، في مقابل الجوامد
التي هي بسائط في المراتب الثلاثة ، وغير منحلّة إليها عند التعمّل ، وفي مقابل
المركبات التي تتألف ابتداءً من أُمور ثلاثة من ذات وعنوان واتصاف.
وإن شئت قلت : إنّ العقل تارة يدرك
الذات بلا عنوان ، كزيد ، وربّما يدرك العنوان بلا ذات كالعلم ، وربّما يدرك الذات
مع العنوان ، فقد وضع للأوّل الجوامد ، وللثاني المبادئ ، وأمّا الثالث فله صورتان
:
الأُولى
: يدرك الذات والعنوان والاتصاف على وجه التفصيل ، بحيث يتعلّق بكلّ منها إدراك
مستقل ، فهذه هي المركبات التفصيلية ، ويقال : زيد متصف بالعلم.
الثانية
: يكون الذات والعنوان والنسبة مدركة بنحو وحدانيّ وبإدراك واحد فيعبّر عنه
بالمشتق ، فهو حاك لا عن الذات وحدها ، ولا عن العنوان كذلك ، ولا عن الذات
والعنوان والنسبة تفصيلاً ، بل عن المعنون بما هو مفهوم واحد منحل عند التعمّل إلى
الثلاثة عند الإطلاق.
والفرق بين الصورتين واضح ، ففي الأُولى
ألفاظ ودلالات ومدلولات تفصيلية ، بخلاف المشتق ففيه لفظ واحد ودلالة واحدة ومدلول
واحد ، لكن تنحل إلى ألفاظ ودلالات ومداليل عند التعمّل.
والدليل على ذلك هو التبادر ، ومعه لا
نحتاج إلى إقامة دليل آخر « فالكاتب والضارب » في لغة العرب و « نويسنده وزننده »
في لغة الفرس ، تدلاّن على معنى وحداني له التحليل في مرحلة ثانية. فمن قال ببساطة
المشتق وأراد هذا المعنى فهو صحيح ، كما أنّ من قال بالتركيب وأراد التركّب عند
التحليل فهو أيضاً صحيح.
وأمّا من قال بالبساطة في المرحلتين ،
أو التركيب كذلك فقد نازع وجدانه