إنّ أهم الأبحاث في مجال خدمات البنوك من الوجهة الشّرعيّة، هي هذه المسألة، و
هي الخدمة الخامسة للبنوك، و كما مرّ علينا أنّ بعض الأفراد يمتلكون ثروات و رءوس
أموال، و لكنّهم يفتقدون القدرة على استخدامها في أمور الإنتاج و التّجارة، فهنا
يقوم البنك الإسلامي باستلام رءوس الأموال هذه و توظيفها وفقاً لعقود شرعيّة في
نشاطات اقتصاديّة منتجة في الصّناعة و الزّراعة و التّجارة و تربية الدّواجن و
المواشي، ثمّ يقوم بتقسيم الأرباح و العوائد من هذه النّشاطات الاقتصاديّة، و يعطي
حصّة منها إلى أصحاب رءوس الأموال هذه. و هنا يتميّز البنك الإسلامي أيضاً عن
البنوك الرّبويّة، فالبنوك غير الإسلاميّة تستلم أموال النّاس و تضع لها ربحاً
ربويّاً معيّناً، تدفع إلى أصحاب هذه الأموال، و من جهة أخرى يقوم البنك بإقراض
هذه الأموال لآخرين على شكل قروض ربويّة بربح و فائدة أكثر، و هذا العمل من
الرِّبا المحرّم تماماً، و يعتبر من أنواع الرِّبا المضاعف، و التي تكون حرمته
مضاعفة أيضاً.