responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البضاعة المزجاة نویسنده : ابن قاریاغدی، محمد حسین    جلد : 3  صفحه : 436

وقال: «رثى له: رحمه، ورقَّ له». [1] أقول: لعلّ المراد: اُنظروا في اُمور أنفسكم، وفي صلاحها، وما يوجب هدايتها، ويمنع غوايتها وضلالتها، من متابعة من يجب عليكم متابعته. أو: رقّوا لأنفسكم، وارحموها، وأعينوها بالبرّ والتقوى، وطاعة من أوجب اللّه طاعته ومخالفة مَنْ أوجبَ مخالفته. والظاهر أنّ قوله عليه السلام : (فواللّه إنّ الرجل ليكون له الغنم) إلى قوله: (من الذي كان فيها) تمثيل لحال الإمام والرعيّة؛ لكون الإمام بمنزلة الراعي، والرعيّة بمنزلة الغنم، فكما أنّ الإنسان لا يختار لغنمه إلّا من كان أرعى وأصلح لها، فكذلك لا ينبغي أن يقتدي إلّا بمَن كان أعلم بمصالحه، وأهدى له إلى مسالكه، وأمنع له من مهالكه. وقيل: هذا التمثيل غاية للنظر المأمور به؛ لأنّ النظر الصحيح يحكم بأنّه حقٌّ لا ريب فيه. [2] (واللّه لو كانت لأحدكم) أي لكلّ واحدٍ منكم. (نفسان) أي روحان. (يُقاتل بواحدة يجرّب بها). قيل: أي يجتهد بواحدة في تحصيل العلوم والتجربيّات، والتمييز بين الحقّ والباطل والخير والشرّ. [3] قال الجوهري: قتلتُ الشيء خُبْرا. قال اللّه تعالى: «وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينا» [4] أي لم يحيطوا به علما. وقتلت الشراب، أي مزجته بالماء. والمقاتلة: القتال. ورجلٌ مُقتَّل، أي مجرّب. وقلبٌ مقتل أي مذلَّل قتله العشق. [5] أقول: يمكن تطبيق عبارة الحديث بكلّ من تلك المعاني بنوع من التقريب. وقال الفيروزآبادي: «جرّبه تجربةً: اختبره. ورجلٌ مجرّب ـ كمعظّم ـ : بلي ما [كان ]عنده. ومجرّب عرف الاُمور». [6]


[1] القاموس المحيط، ج 4، ص 333 (رثي).

[2] قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج 12، ص 366.

[3] قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج 12، ص 366.

[4] . النساء (4): 157.

[5] الصحاح، ج 5، ص 1798 (قتل) مع التلخيص.

[6] القاموس المحيط، ج 1، ص 46 (جرب).

نام کتاب : البضاعة المزجاة نویسنده : ابن قاریاغدی، محمد حسین    جلد : 3  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست