responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحصول في علم الأُصول نویسنده : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    جلد : 2  صفحه : 294

بالعبادة الباطلة، فإنّ المشركين وإن لم يؤمنوا بأنّ الأصنام والأوثان كإله للعالمين وخالقهم، لكن كانوا يؤمنون بأنّ آلهتهم أرباب يدبّرون العالم كلّه أو بعضه، وقد كان احتجاج إبراهيم على مشركي عصره في ذلك المصاف، فقد كان البابليون يعتقدون بإله العالمين ومع ذلك كانوا يقولون بأنّ الكواكب والشمس والقمر أرباب يدبّرون ما تحتها من الأفلاك ومن فيها، ولأجل ذلك ترى أنّ إبراهيم يصرّ على لفظ الربّ. قال سبحانه: (فَلَمّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَيْلُ رَءَا كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمّا أَفَلَ قالَ إِنِّي لا أُحِبُّ الآفِلينَ) (الأنعام/76).

و إن شئت قلت: إنّ العبادة عبارة عن الخضوع أمام من يقوم بالخلق والإحياء والرزق وغيرها من أفعاله سبحانه، كإنزال المطر وشفاء المرضى وغفران الذنوب وقضاء الحوائج، فلو كان المخضوع له يملك تلك الأفعال حقيقة فالعبادة حقّه، وإن كان لا يملكها حقيقة، فالخضوع أمامه عبادة له وظلم في حقّه سبحانه.

و عبدة الوثن وإن كانوا مؤمنين بإله العالم وخالقه، لكنّهم كانوا على عقيدة أنّ اللّه سبحانه فوّض أمر التكوين كلّه أو بعضه إليهم، وتقاعد هو عن ساحة التدبير، وكانوا يردّدون حين الطواف والسعي قولهم:«لبّيك اللهمّ لبّيك، لا شريك لك، إلاّ شريك هو لك، تملكه وما ملك».

هذا وأنّ اللّه سبحانه ينسب إلى اليهود والنصارى بأنّهم كانوا يتّخذون أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون اللّه. قال سبحانه:(اتَّخذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلاّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلاّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمّا يُشْرِكُونَ) (التوبة/31).

ومن المعلوم أنّهم لم يكونوا مؤمنين بخالقيتهم بل وربوبيّتهم في التكوين، وإنّما كانوا على عقيدة أنّ التشريع الذي هو فعل اللّه سبحانه، بأيديهم فلهم

نام کتاب : المحصول في علم الأُصول نویسنده : الجلالي المازندراني، السيد محمود؛ تقریر بحث الشيخ جعفر السبحاني    جلد : 2  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست