4ـ نقصان النظر، بمعنى تقليل الدقة وعدم تعميق النظر، كما احتمله بعض. ولكن الظاهر أنّه كناية عن عدم النظر. والمحتملات الأربعة الأخيرة خالية عن الدليل.
هذا هو الدليل الواضح للقول الأوّل، وأمّا ما تمسك به من الروايات فهو غير تام، فهي بين ضعيفة السند وضعيفة الدلالة.
كمرسلة البرقي: استأذن ابن أُمّ مكتوم، على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)وعنده عائشة وحفصة فقال لهما: «قوما فادخلا البيت» فقالتا: إنّه أعمى؟! فقال: «إن لم يركما فإنّكما تريانه».[ 1 ] وضعف السند ظاهر.
وخبر الصدوق في عقاب الأعمال: قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم):«اشتدّ غضب اللّه على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها أو غير ذي محرم منها...».[ 2 ]
يلاحظ عليه: أنّه مع كونه ضعيف السند، ضعيف الدلالة ، لأنّ البحث في النظر المجرّد لا ما إذا ملأت عينيها بالنظر إلى الغير، ولا ينفكّ مثله عن ريبة وافتتان والتذاذ وشهوة .ومرسلة مكارم الأخلاق: عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)أنّ فاطمة (عليها السلام)قالت في حديث: خير النساء أن لايرين الرجال ولايراهنّ الرجال، فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): «فاطمة منّي».[ 3 ]
يلاحظ عليه: بالإرسال وكون الحكم فيها أخلاقيّاً.
[1] الوسائل: ج 14 ، الباب 129 من أبواب مقدّمات النكاح، الحديث 1.