responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 4  صفحه : 616

احتاج التلبّس به إلى ولاية حقيقية يمارس في ظلها ذلك التصرّف، وليست تلك الولاية إلاّ لله سبحانه، ولا ولاية لأحد على أحد ولا ينفذ رأي أحد في حق آخر لأنّ الجميع في صف واحد، لا ولاية لأحد على آخر بل الولاية لله سبحانه لكونه خالقاً رازقاً وربّاً. قال سبحانه: (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَ هُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ )[1]، وقال تعالى:(إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ).[2] وليس المراد من الحكم، الحكم التكويني النافذ أمره في الأرض وما تحت السماء، وإنّما المراد هو التشريعي بقرينة قوله تعالى:(أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ).

هذا من جانب ومن جانب آخر أنّ من لوازم القضاء كون الممارس له أن يكون مجانساً لمن يقضي فيهم، فلأجل هذين الأمرين نصب سبحانه أنبياءه وأولياءَه كقضاة للناس يحكمون فيهم بما أنزل الله سبحانه، وإليك ما يدلّ عليه من الآيات:

1. قال تعالى: (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ).[3]

نرى أنّه سبحانه نصب عبده داود(عليه السلام) للقضاء بين الناس وحدّد القضاء بكونه قضاء بالحق.

2. قال تعالى: (وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ).[4]

3. قال تعالى: (فَلاَ وَ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِي مَا شَجَرَ


[1] الأنعام:57.            2 . يوسف:40.         3 . ص:2. 4 . النساء:64.
نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 4  صفحه : 616
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست