نام کتاب : المبسوط في أُصول الفقه نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 2 صفحه : 461
ليعرّفوا القرآن بأنّ ما ورد فيه من القصص والقضايا تمثيلات وتخيّلات غير واقعية جاءت لأهداف تربوية في ثوب الحكاية.
خطابات تحريرية لا لفظية
وفي المقام بيان ثالث لإثبات أنّ خطابات القرآن تعمّ الحاضرين والغائبين والمعدومين، وهو ما أفاده سيدنا الأُستاذ، وإليك خلاصة كلامه:
إنّ الخطابات القرآنية ليست خطابات شفاهية لفظية حتّى يقابلُ فيها الشخص بالشخص، بل هي خطابات أشبه بالخطابات الواردة في الكتب والرسائل العلمية، فإنّ المؤلف ، لا يخاطب شخصاً معيّناً، بل يخاطب كل من قرأ كتابه، فهكذا القرآن لا يخاطب شخصاً خاصّاً، بل يخاطب كلّ من سمعه، ولذلك يأمر نبيه أن يقول: (وَ أُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْ بَلَغَ )[1] .
إلى غير ذلك من الآيات التي تصف القرآن بأنّه منذر لكلّ من بلغ إليه وهداية للناس عامّة، وما هذا إلاّ لأن خطاباته ليست خطابات شفوية، بل أشبه بخطابات تحريرية لا يقصد بها سوى من ينطبق عليه العنوان التالي لأدوات النداء.