........

هذا مع أن الماء الذي في الغدير لا يمكن جعل الوزن علامة على كريته اذ الوزن غير مقدور في العادة، فكيف يكون استعلام كريته به، فهو شاهد على كون الوزن أصلا و حدا للكر المساحي.

و يؤيد ذلك التعبير الوارد في رواية ابي بصير، حيث فرض في سؤاله الكر ثم أخذ يسأل عن قدره في المساحة، و ليس في استفهام أبي بصير غرابة مع كونه عراقيا مأنوسا بمعنى لفظ الكر، حيث أن القدر المساحي مجهول لديه، و هذا وجه اخبار الامام (ع) اسماعيل بن جابر الجعفي مع انه عراقي أيضا.

مفاد روايات الحجم

ثم ان ظاهر روايتي أبي بصير و الحسن بن صالح هو في المدور، أما الثانية فلأن المفروض فيها الركى أي البئر و هي مستديرة، و أما الاولى فحيث فرض التقدير للعمق في الارض فهو ظاهر أن ذلك في الغدران و نحوها و هي تقرب في الشكل الى الدوري في الغالب.

مضافا الى أن الوزن كما قدمنا هو الاصل في التقدير فيتعين حملها على المدور، و إلا ففرض المربع الذي هو مسلك المشهور فيهما لازمه حصول التفاوت بينه و بين الوزن الكثير جدا، كما اعتبره غير واحد من الأعلام في الحسّ.

و لا يشكل بأن المستدير لا يعرف و لا يحصّل المكسّر من مجموعه إلا المطلع على حساب الهندسة مع أن هذه العلامة هي لعامة الناس، و ذلك لأنه ليس المراد من اعطاء البعدين هو حساب النتيجة بل هو أخذ نفس هذين البعدين و الاستعلام بهما، فكل ماء بلغ عمقه كذا سعته كذا كان كرا، من دون توسط حساب نتيجة