نعم ذكره العلّامة في «المختلف» و أرجعه إلى السباب، و قال: المفاخرة لا تنفكّ عن السباب، إذ المفاخرة إنّما تتمّ بذكر فضائل المفتخر و سلبها عن خصمه، أو بسلب الرذائل عنه و إثباتها لخصمه، و هذا هو معنى السباب.
و قد كانت المفاخرة في أيّام الحج أمرا رائجا بين شعراء العرب و خطبائهم بذكر فضائلهم و التنديد برذائل خصمائهم، و لمّا كان الجو في أشهر الحجّ هادئا صار مساعدا لهذا النوع من المفاخرة.
و هذا هو الفرزدق يفتخر بذكر آبائه و يندد بآباء جرير الشاعر المعاصر له فيقول: