تفسير الآية: انّ أشهر الحجّ أشهر معلومات مؤقتة معينة لا يجوز فيها التقديم و التأخير، و هذه الأشهر عبارة عن: شوّال و ذي القعدة و ذي الحجّة، فمن أوجب على نفسه فيهنّ الحجّ بالإحرام فَلٰا رَفَثَ أي لا جماع بقرينة قوله سبحانه: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيٰامِ الرَّفَثُ إِلىٰ نِسٰائِكُمْ[2] و تعديته ب «إلى» لكونه متضمّنا معنى الوصول، و يمكن أن يراد به أعمّ من الجماع، كاللمس و المسّ و التقبيل، و سيوافيك بيان حرمة الجميع، لأنّ طبيعة الحجّ و مصلحة تشريعه تأبى هذه الأمور، فلذلك يخبر عن عدمها مكان النهي عن الإتيان بها، وَ لٰا فُسُوقَ، و فيه أقوال:
1. جميع المعاصي الّتي نهي المحرم عنها، و هو خيرة الشيخ في «التبيان». [3]
2. الكذب على الإطلاق، و هو خيرة ابن بابويه و ابنه في «المقنع». [4]
[1]. البقرة: 197. و ضمير جمع المؤنث، أعني فِيهِنَّ يرجع إلى الأشهر، و يتعامل مع جمع القلة معاملة جمع الإناث على الأفصح، بخلاف جمع الكثرة، مثل قوله: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّٰهِ اثْنٰا عَشَرَ شَهْراً .... مِنْهٰا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ. (التوبة: 36) فيتعامل معه معاملة المؤنث المفرد.