responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 2  صفحه : 354

ابن عباس دون أيّ مبرر بقوله «أ تحبّون أن أريكم كيف كان رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله) يتوضّأ»؟، و في الروايات التي تدعى الوضوء الثاني الغسلي لعلي، تجد عشر روايات منها تدعي الابتداء التبرّعي بمثل قوله «أحببت أن أريكم كيف كان طهور رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله)» و «من سرّه أن يعلم وضوء رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله) فهو هذا» و «هكذا توضأ رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله)» و «هكذا كان وضوء رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله)» و «من سرّه أن ينظر إلى طهور رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله) فهذا طهوره» و ما قاربها من العبارات، التي تستبطن أنّ المدّعي يريد إثبات شي‌ء في عقله و إشاعته بين المسلمين، و إلّا فإن الوضوء من الأمور البديهيّة التي لا معنى للإصرار و التأكيد على الابتداء بها، و قد سبق أن ذكرنا في المدخل أنّ عثمان قد استعمل نفس هذه الأساليب، فقال في أحد نصوصه: كنت على وضوء و لكن أحببت أن أريكم كيف توضأ النبيّ (صلّى اللّٰه عليه و آله) [1] و في آخر: هكذا وضوء رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله) أحببت أن أريكموه [2].

و هذا بخلاف روايات المسح التي تنقل وجود ناس يكرهون أن يشربوا فضل الوضوء قياما، و أنّ عليا حدّث بذلك، فأراد إيضاح بطلان ذلك التوهّم للمسلمين، فيكون من المنطقي جدّا أن يأتي بالوضوء فيشرب بعده من فضل وضوئه و يقول بلسان قاطع: أين الذين يزعمون أنّه لا ينبغي لأحد أن يشرب قائما؟! مضافا إلى أنّها تنقل لنا حضور الصلاة (صلاة العصر) التي أراد أن يصليها علي في الرحبة، و هي تستدعي الوضوء- وجوبا أو استحبابا- فيكون من الملائم جدّا أن يأتي علي بالوضوء أمام الملأ من المسلمين.

بل الذي في رواية أبي مطر الوراق التصريح بأنّ رجلا طلب من علي أن يريه وضوء رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله) عند الزوال، أي في وقت يناسب التعلّم، و عند ذاك يستجيب الإمام علي فيدعو قنبرا مولاه ليأتيه بماء للوضوء، فيتوضّأ إمام المسلمين ثمّ يقول:

أين السائل عن وضوء رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله)، كذا كان وضوء رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله).

فإذا أردنا تطبيق المدّعى من الوضوءين مع منطق وقوع الحدث و ملابساته وجدنا روايات المسح أولى و أوفق من روايات الغسل التي تبتدئ بطرح أفكار أقل‌


[1] سنن الدار قطني 1: 93/ 8.

[2] سنن الدار قطني 1: 91/ 4.

نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 2  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست