responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 2  صفحه : 20

المجتهدون بعد النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله)

لقد علمنا بوجود تيارين في زمن رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله)، متعبّد و مجتهد، و بقاءهما إلى آخر لحظة من حياة النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله)، و لظروف شتّى صار زمام الخلافة بيد رؤساء الاجتهاد و الرأي بعد النبي (صلّى اللّٰه عليه و آله)، فكان من جملة ما اتخذوه من قرارات هو معارضتهم للتحديث عن رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله) لأمور رأوها.

فجاء في تذكرة الحفاظ: أنّ الصّديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم، فقال: إنكم تحدّثون عن رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله) أحاديث تختلفون فيها، و الناس بعدكم أشدّ اختلافا، فلا تحدّثوا عن رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله) شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا و بينكم كتاب اللّٰه، فاستحلّوا حلاله و حرّموا حرامه [1].

و عن عروة بن الزبير: إنّ عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستشار في ذلك أصحاب رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله)، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير اللّٰه فيها شهرا، ثمّ أصبح يوما، و قد عزم اللّٰه له فقال: إنّي كنت أردت أن أكتب السنن، و إني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا، فأكبّوا عليها فتركوا كتاب اللّٰه تعالى، و إني و اللّٰه لا ألبس كتاب اللّٰه بشي‌ء أبدا [2].

و روي عن يحيى بن جعدة: أنّ عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنة ثمّ بدا له أن لا يكتبها، ثمّ كتب في الأمصار: من كان عنده منها شي‌ء فليمحه [3].

و عن القاسم بن محمد بن أبي بكر: أنّ عمر بن الخطاب بلغه أنّه قد ظهرت في أيدي الناس كتب، فاستنكرها و كرهها، و قال: أيّها الناس! إنّه قد بلغني أنه قد ظهرت في أيديكم كتب، فأحبّها إلى اللّٰه أعدلها و أقومها، فلا يبقين أحد عنده كتابا إلّا أتاني به، فأرى فيه رأيي.


[1] تذكرة الحفاظ 1: 2- 3، حجية السنة: 394.

[2] تقييد العلم: 49، حجية السنة: 395 عن البيهقي في المدخل، و ابن عبد البر.

[3] تقييد العلم: 53، حجية السنة: 395.

نام کتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم‌) نویسنده : الشهرستاني، السيد علي    جلد : 2  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست