مع أن بعد هذا المعنى لا يقتضي
كون المراد بالخاصي ما يقابل العامة كما احتملته في مقابل من أخذه مدحا، بل لا
مانع من أن يكون المراد بالعامي ما يقابل الخاصة، و المراد بالخاصي الذي هو محل
الكلام من كان من الخواص بأنا نقول المرجع في المقام هو الظهور كما عرفت، و الظاهر
أن الخاصي نسبة إلى الخاصة و العامي نسبة إلى العامة، فكما أن الخاصة و العامة
متقابلان فكذا الخاصي و العامي، و لا ريب أن الخاصة ظاهر في الشيعة و حينئذ فلم
يبق ظهور في المدح، و المدار عليه كما عرفت، و اللّه أعلم.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): و منها قولهم قريب الأمر و قد أخذه أهل الدراية مدحا و يحتاج
إلى التأمل.
لا
يخفى أن هذا اللفظ في حد ذاته لو خلينا و نفسه دلالته على المدح خفية، بل هو مجمل،
و لكن بعد أخذ أهل الدراية و أهل هذه الصناعة ذلك مدحا يكون ذلك كاشفا عن اصطلاح
بينهم، و حينئذ فأي معنى للتأمل بعد ذلك، و قد يقال بأن الاصطلاح غير ثابت جزما و
لا إجماع أصلا، كما يكشف عنه ما عن (الفهرست) في ترجمة علي بن الحسن بن فضال، فانه
قال فيه «فطحي المذهب كوفي ثقة كثير العلم واسع الأخبار جيد التصانيف غير معاند و
كان قريب الأمر إلى أصحابنا الإمامية القائلين بالإثني عشر»[1]
و ما عن (النجاشي) في ترجمة الربيع بن عمرو أنه على خلاف المذهب و الطريقة، لكنه
ليس بذلك البعد و المباينة بل هو