(قوله أعلى اللّه مقامه): و
لعل غيره من الأئمة- عليهم السلام- أيضا كذلك فتأمل فان أصل هذا لا يخلو من تأمل،
نعم قولهم من الأولياء ظاهر فيها، فتأمل.
أما
قولهم من أولياء امير المؤمنين- عليه السلام- فليس ظاهرا في العدالة كما قيل، نعم
هو ظاهر بل صريح في التشيع، و لو قلنا بظهوره في العدالة فلا فرق بين الأئمة-
عليهم السلام- في ذلك إذ لا خصوصية لبعضهم في ذلك، فلا فرق بين أن يقال: فلان من
أولياء أمير المؤمنين- عليه السلام- او من اولياء الحسن- عليه السلام- مثلا او
غيره من الأئمة- عليهم السلام- في عدم ظهوره في كونه عدلا، و لو قلنا به قلنا في
الجميع، نعم قولهم من الأولياء على الاطلاق ظاهر فيها بل و فيما فوقها و أنه من
الأوتاد و من اولياء اللّه، إذ هو المنساق منها بحسب الاستعمال كما هو واضح، فلا
يقال هذا عام و مطلق و مع الإضافة الى أحد الأئمة- عليهم السلام- خاص، فكيف يقال
بالفرق بينهما، و يحكم بالظهور في العدالة من دون تأمل في المطلق، و في المقيد لا
يحكم، بل يتأمل فيه، مع أن المطلق لا يدل على المقيد بخصوصه، و العام لا يدل على
الخاص، لوضوح أن الفارق هو العرف، و هو المحكم في باب الألفاظ، و المتبادر ما
سمعت، و لعل الأمر بالتأمل اخيرا إشارة الى ذلك- أعني الى دفع ما يتوهم من إنكار
الفرق بين اللفظين- و اللّه أعلم.