أو نحو ذلك كما هو دأبهم و
ديدنهم ذكر ذلك في مقام الاستدلال، إذ هو توثيق إجمالي لرواة الخبر جميعا، و لا
حاجة إلى التنصيص على وثاقة كل راو بخصوصه لحصول الغرض بالاجمال، كما يحصل
بالتنصيص و التفصيل (و كون ذلك) في غير مقام التزكية و الموارد المعدة لها ككتب
الرجال إذ هي المعدة لها من جهة أن الغرض منها و المقصود ليس إلا بيان أحوال
الراوي لا كالكتب الفقهية الاستدلالية المعدة لبيان الأحكام و الأقوال فيها (غير
قادح) بعد ظهورها في إرادة ذلك و لو استطرادا للحاجة الماسة اليه و مساواتها
للموارد المعدة لذلك من غير فرق أصلا، و لعل قوله فيما بعد: «فتدبر» إشارة إلى
ذلك.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): فالمشهور أن المراد صحة كل ما رواه حيث تصح الرواية اليه، الخ.
هذا
هو الظاهر و المنساق من حاق اللفظ كما فهمه (المصنف) و جملة ممن تأخر عنه بل و من
تقدم عليه، و عن بعض الأجلاء أن عليه الشهرة، بل عن المحقق الداماد: و نسبته إلى
الأصحاب مؤذنا بدعوى الإجماع عليه (و كيف كان) فالظاهر من العبارة هو ذلك، و أما
كون الراوي الذي قيل في حقه ذلك ثقة فليس في العبارة دلالة عليه، و لا ملازمة بين
تصحيح حديث شخص و توثيقه، بناء على مصطلح القدماء في الصحيح الذين منهم مدعي هذا
الإجماع، بل هو أعم لعموم الصحة عندهم إذ الصحيح عندهم ما كان موثوقا بصدوره
مطمأنا به و لو كان من غير جهة الوثاقة للراوي، بل لكونه متحرزا عن الكذب، مضبوطا
في النقل و إن كان فاسقا بجوارحه بل و فاسدا في العقيدة، نعم تلك الملازمة مسلمة