المتأخرين بخبر الثقة المظنون
واقعا خلافه، بناء على اعتباره من باب التعبد البحث، كما هو أحد الوجوه أو الأقوال
في اعتباره، فانه صحيح بالاصطلاح الحادث بناء على اعتباره كذلك، و ليس هو من صحيح
القدماء بناء على اعتبارهم عدم الظن بالخلاف في اعتبار الصحيح عندهم كما عرفت، هذا
إن قلنا بان التعريف إنما هو للحجة من الصحيح و المعتبر أما لو قلنا بانه للأعم
كما هو الظاهر من تعريفهم فلا، بل تكون النسبة هي العموم و الخصوص المطلق كما ذكر-
أعلى اللّه مقامه- إذ التعريف من المتقدمين و المتأخرين إنما هو للأعم من الحجة،
إذ هو لما وقع الاصطلاح عليه الذي هو الأعم لا لما هو الحجة و المعمول به عندهم
كما يرشد اليه دخول الصحيح الموافق للثقة في تعريف الصحيحين مع أنه غير معمول به و
ليس بحجة، فذو التعريف أعم من المعمول به.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): و لعل منشأ قصر اصطلاحهم في الصحة، الخ.
الظاهر
أن المنشأ في قصر لفظ الصحيح في الاصطلاح الحادث على ما رواه العدل الإمامي عن
مثله و اختصاصه به هو أنه الفرد الكامل لمدلوله فكان أولى به من غيره، سواء قلنا
باعتبار غيره من باقي الأقسام- أعني الحسن و الموثق و الضعيف المجبور بالشهرة- ام
لا، فهذا نوع مناسب، مع أنه اصطلاح و لا مشاحة فيه، مع أنه لو قلنا بعدم الاختصاص
بحسب الاصطلاح الجديد بالفرد الأكمل بل عممناه للجميع اختلط الاصطلاح الحادث
بالجديد و لم يكن هناك مائز بينهما.