من عدم اعتبار (شاعر، و قارىء)
لأجل الحديث، بان السابق إنما كان لأجل الظهور، و هو لا ينافي الاحتمال، و اللّه
أعلم.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): المتعارف المشهور أنه تعديل و توثيق للراوي نفسه.
لعل
الظاهر من هذا اللفظ المركب أعني ثقة في الحديث أنه موثوق به في الأحاديث و
الأخبار المروية عن أئمة الهدى- عليهم السلام- لا مطلق الإخبارات كما هو المعنى
اللغوي، و لعل هذا هو المتعارف في أزمنتنا هذه و المنساق اليه الفهم من هذا اللفظ،
فيكون الراوي صادقا متحرزا عن الكذب في الأحاديث التي يرويها فليس هذا اللفظ من
المجمل- كما صدر من بعض مشايخنا- لاحتماله أمورا ثلاثة، كونه متحرزا عن الكذب في
حديثه كما هو معناه اللغوي، و كونه ثقة في الرواية الذي هو أعم من الوثاقة المطلقة
المنصرفة إلى العدالة، و كونه ثقة عند أهل الحديث كما يقال، فلان إمام في النحو،
فيكون مشعرا بكونه مسلم الوثاقة فيكون أقوى من لفظة ثقة لإشعاره بالاتفاق دونها، و
لما لم يكن دليلا على تعيين أحد الاحتمالات كان مجملا، هكذا ذكر- رفع اللّه درجته-
لكن الظاهر خلافه لظهوره فيما ذكرنا فهو شهادة بذلك أو إخبار عنه أما كونه تعديلا
و توثيقا للراوي نفسه كما هو المشهور فيكون كقولهم ثقة أو عدل على الإطلاق كما
يدعي- أعلى اللّه مقامه- فلعله غير ظاهر فيه بل لعل الظاهر الفرق بين التوثيق
مطلقا مجردا عن الإضافة الى الحديث و بينه مضافا اليه كما نسبه فيما بعد إلى
القيل[1] اللهم إلا
أن يكون
[1] أي نسبه( الوحيد) في التعليقه إلى( القيل) فانه
قال:« و ربما قيل بالفرق بين الثقة في الحديث و الثقة، و ليس ببالي القائل».(
المحقق)