و إن كانت كذلك، و أما الأمر
بالتأمل، فلعله أشار به الى أن الضرر على الأول غير مرتفع بالنسية الى هذا القائل-
أعني الذي يرى أنها شهادة كصاحب (المعالم) و من تبعه- بل هو لا حق له فان تحصيل
شهادة الأصل بالنسبة الى كافة الرواة- و لو المحتاج اليهم- مما يصعب جدا إن لم يكن
متعذرا، لصعوبة تحصيل العلم بالنسبة الى المشهود به الذي هو العدالة و الوثاقة، مع
كثرة الرواة المحتاج اليهم، اللهم إلا أن يقال:
بكفاية
الظن في الشهادة، لكنه في محل المنع، و ان اكتفينا به في ترتيب الآثار كقبول
شهادته و فتواه و الصلاة خلفه، أما في الشهادة على عدالته فلا، لقضاء أدلة الشهادة
بانها على مثل الشمس فاشهد أودع، و هذه جملة كافية، و بقي قوله سابقا: «كما يكتفي
هو و غيره فيه أيضا» و في «غيره فيه» خلل واضح لتضمنها قياس البعض على نفسه، و لو
أبدلها بقوله: «كما يكتفي هو في غيره و غيره فيه و في غيره» لكان أجود و الأمر
سهل، و اللّه أعلم.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): ظهر الجواب عنه على التقديرين.
لعل
المراد بالتقديرين كونها من باب الشهادة و كونها ليست منها بل من باب الظنون الاجتهادية،
أو من باب الخبر، إذ على الأول فقد عرفت الجواب، و أن كونها غير محسوسة ليس مانعا
من القبول، فان الكل متفقون على ثبوتها بها فيما هي معتبرة فيه، و إن كانت كذلك و
أما على الثاني فالأمر أوضح.