الثاني قد اختلف الأخبار كالأقوال في
الشّجرة المنهية
، ففي رواية
أنّها شجرة الحسد، و في اخرى أنّها شجرة الكافور، و في ثالثة أنّها شجرة الحنطة و
عن تفسير الامام أنها شجرة علم محمّد و آل محمّد : آثرهم اللّه بها
دون ساير خلقه لا يتناول منها بأمر اللّه إلّا هم، و منها ما كان يتناوله النبيّ و
عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين : بعد إطعامهم المسكين و اليتيم و
الأسير حتّى لم يحسوا بجوع و لا عطش و لا تعب و لا نصب، و هي شجرة تميّزت من بين
ساير الأشجار بأنّ كلا منها إنّما يحمل نوعا من الثمار، و كانت هذه الشجرة و جنسها
تحمل البرّ و العنب و التّين و العنّاب و ساير أنواع الثمار و الفواكه و الأطعمة
فلذلك اختلف الحاكون بذكرها، فقال بعضهم: برّة، و قال آخرون: هي عنبة، و قال
آخرون: هي عنابة و هي الشجرة التي من تناول منها باذن اللّه الهم علم الأوّلين و
الآخرين من غير تعلّم، و من تناول بغير اذن اللّه خاب مراده و عصى ربّه و عن
العيون باسناده إلى عبد السّلام بن صالح الهروى قال: قلت للرّضا 7 يابن
رسول اللّه أخبرنى عن الشجرة التي أكل منها آدم و حوّاء ما كانت؟ فقد اختلف النّاس
فيها، فمنهم من يروي أنّها الحنطة، و منهم من يروي أنّها العنب، و منهم من يروى
أنّها شجرة الحسد، فقال 7: كلّ ذلك حقّ؟ قلت: فما معنى الوجوه على
اختلافها؟ فقال: يا أبا الصّلت إنّ شجرة الجنّة تحمل أنواعا، و كانت شجرة الحنطة و
فيها عنب ليست كشجرة الدّنيا، و إنّ آدم لما أكرمه اللّه تعالى ذكره باسجاده
ملائكته و بادخاله الجنّة قال في نفسه: هل خلق اللّه بشرا أفضل مني؟ فعلم اللّه
عزّ و جلّ ما وقع في نفسه فناداه ارفع رأسك يا آدم و انظر إلى ساق عرشي، فرفع رأسه
فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا: لا إله الا اللّه محمّد رسول اللّه عليّ بن
أبى طالب أمير المؤمنين و زوجته فاطمة سيّدة نساء العالمين و الحسن و الحسين سيّد
اشباب أهل الجنّة، فقال آدم: يا ربّ، من هؤلاء؟
فقال عزّ و
جلّ: هؤلاء من ذرّيتك، و هم خير منك و من جميع خلقى و لولاهم ما