responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 2  صفحه : 78

فانّي انا اللّه لا اله إلّا أنا لا أسأل عمّا أفعل.

قال الفخر الرّازي بعد حكاية ذلك: و اعلم أنّه لو اجتمع الأوّلون و الآخرون من الخلايق و حكموا بتحسين العقل و تقبيحه لم يجدوا عن هذه الشّبهات مخلصا و كان الكلّ لازما، أمّا اذا أجبنا بذلك الجواب الذي ذكره اللّه تعالى زالت الشّبهات و اندفعت الاعتراضات، و كيف لا، و كما أنّه سبحانه واجب الوجود في ذاته واجب الوجود في صفاته فهو مستغن في فاعليّته عن المؤثرات المرجحات إذ لو افتقر لكان فقيرا لا غنيّا فهو سبحانه مقطع الحاجات و منتهى الرّغبات و من عنده نيل الطلبات، و إذا كان كذلك لم تتطرق اللميّة إلى أفعاله و لم يتوجه الاعتراض على خالقيّته انتهى.

قال الصّدر الشّيرازي في كتابه المسمّى بمفاتيح الغيب بعد ذكره شبهات إبليس و جوابه سبحانه و ذكره ما حكيناه عن الرّازي: أقول: إنّ لكلّ من هذه الشبهات جوابا برهانيّا صحيحا واضحا عند أصحاب القلوب المستقيمة، لابتنائه على الاصول الحقة العرفانية في المقدمات الاضطرارية اليقينية لكن الجاحد المعوج لا ينفعه كثرة البراهين النّيرة، و إنّما يسكته الجواب الجدلي المشهور المبني على المقدمات المقبولة التي يذعن بها الجمهور، و ليس معنى قوله تعالى لا اسأل عمّا افعل أنّه ليس لما فعله مبدء ذاتي و غاية عقليّة و مصلحة حكميّة، كما هو مذهبهم من إبطال العلّية و المعلوليّة و إنكار العلاقة الذّاتية بين الأسباب و مسبّباتها و تجويز ترجيح أحد المتساويين في النّسبة على الاخر و تمكين المجازات الاختيارية و الارادات التّخييليّة بل المراد أحد معنيين.

الأوّل أنّه لا لميّة للفعل الصّادر عن ذاته من غير واسطة سوى ذاته و إنّما ذاته هو منشأ الفعل المطلق و غايته و كما لا سبب لذاته في وجوده لا سبب لذاته في ايجاده و إلّا لكان ناقصا في ذاته مستكملا بغيره تعالى عن ذلك علوّا كبيرا.

الثّاني أنّ من ليس له درجة الارتقاء إلى عالم الملكوت و الوصول إلى شهود المعارف الالهيّة و إدراك الحضرة الرّبوبيّة فلا يمكنه العلم بكيفيّة الصّنع و الايجاد

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 2  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست