الثاني
لقائل أن يقول: أمر الملائكة بالسّجود لآدم لما ذا و ما السّرّ في ذلك؟
قلنا: فيه
أسرار كثيرة.
منها إظهار
فضيلته على الملائكة.
و منها
الابتلاء و الامتحان ليظهر حال ابليس على الملائكة حيث علموا بعد إبائه و امتناعه
عن السجدة أنه لم يكن منهم و قد زعموا قبل ذلك انه منهم كما يدلّ عليه ما رواه
عليّ بن ابراهيم القمي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد اللّه 7[2] قال سئل
عمّا ندب[3] اللّه
الخلق إليه أدخل فيه الضّلال؟ «الضلالة خ» قال: نعم و الكافرون دخلوا فيه، لأن
اللّه تبارك و تعالى أمر الملائكة بالسّجود لآدم فدخل في امره الملائكة و إبليس،
فانّ إبليس كان مع الملائكة في السّماء يعبد اللّه و كانت الملائكة يظن أنّه منهم
فلمّا أمر اللّه الملائكة بالسّجود لآدم أخرج ما كان في قلب إبليس من الحسد، فعلمت
الملائكة أنّ إبليس لم يكن منهم، فقيل له 7:
فكيف وقع
الأمر على إبليس و إنّما أمر اللّه الملائكة بالسّجود لآدم؟ فقال: كان إبليس منهم
بالولاء و لم يكن من جنس الملائكة، و ذلك انّ اللّه خلق خلقا قبل آدم، و كان إبليس
فيهم حاكما في الأرض فعتوا و أفسدوا و سفكوا الدّماء، فبعث
جد تو آدم بهشتش جاى بود * قدسيان كردند بهر او سجود * يك
گنه چون كرد گفتندش تمام * مذنبى مذنب برو بيرون خرام * تو طمع دارى
كه با چندين گناه * داخل جنت شوى اى رو سياه\E- منه
[2] فى رواية اخرى للقمى عن أمير المؤمنين 7 قال ان
اللّه تبارك و تعالى اراد ان يخلق خلقا بيده و ذلك بعد ما مضى من الجن و النسناس
فى الارض سبعة الف سنة و كان من شانه خلق آدم الحديث.