اللّه الملائكة فقتلوهم و أسروا إبليس و
رفعوه إلى السّماء فكان مع الملائكة يعبد اللّه إلى أن خلق اللّه تبارك و تعالى
آدم.
و منها أنّ
سجودهم له لما كان في صلبه من أنوار نبيّنا و أهل بيته المعصومين صلوات اللّه
عليهم يدلّ عليه ما رواه في الصّافي و البحار عن تفسير الامام عن عليّ بن الحسين
عن أبيه عن رسول اللّه سلام اللّه عليهم، قال: يا عباد اللّه إن آدم لما رأى
النّور ساطعا من صلبه إذ كان اللّه قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره رأى
النّور و لم يتبين الأشباح، فقال: يا ربّ ما هذه الأنوار؟ فقال عزّ و جلّ: أنوار
أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك و لذلك أمرت الملائكة بالسّجود لك إذ كنت
وعاء لتلك الأشباح، فقال آدم: يا ربّ لو بينتها لي، فقال اللّه عزّ و جلّ: انظر يا
آدم الى ذروة العرش، فنظر آدم و وقع نور أشباحنا من ظهر آدم على ذروة العرش فانطبع
فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الانسان في المرآة الصّافية
فرأى أشباحنا، فقال: ما هذه الأشباح يا ربّ؟ قال اللّه يا آدم هذه أشباح أفضل
خلايقي و برياتي هذا محمّد و أنا الحميد المحمود في فعالي شققت له اسما من اسمي و
هذا عليّ و أنا العليّ العظيم شققت له اسما من اسمي، و هذه فاطمة و أنا فاطر
السّماوات و الأرض فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي و فاطم أوليائي عمّا يعرهم
«يعتريهم خ» و يشينهم فشققت لها اسما من اسمي، و هذا الحسن، و هذا الحسين و أنا
المحسن المجمل فشققت اسميهما من اسمي هؤلاء خيار خليقتي و كرام بريّتي بهم آخذوا
بهم اعطي و بهم أعاقب و بهم أثيب فتوسّل بهم إلىّ يا آدم إذا دهتك داهية فاجعلهم
إلىّ شفعائك فانّي آليت على نفسي قسما حقّا أن لا اخيب بهم آملا و لا أردّ بهم سائلا
فلذلك حين زلت منه الخطيئة دعا اللّه عزّ و جلّ بهم فتيب عليه و غفرت له.
الثالث
لقائل أن يقول: ما ذا كان المانع لابليس عن السّجود؟
قلت:
المستفاد من رواية القمي السّالفة أنّه الحسد، و المستفاد من الآيات القرآنية أنّه
الاستكبار، و هو