تسألني عن خير خلق اللّه من الامة بعد
محمّد 6 جئت تسألنى عن وصيّ رسول اللّه 6
و وزيره و خليفته و صاحب حوضه و لوائه و شفاعته، و الذي نفس ابن عبّاس بيده لو
كانت بحار الدّنيا مدادا و أشجارها أقلاما و أهلها كتّابا فكتبوا مناقب عليّ بن
أبي طالب 7 و فضائله من يوم خلق اللّه عزّ و جلّ الدّنيا إلى أن يفنيها
ما بلغوا معشار ما آتاه اللّه تبارك و تعالى.
فمن يقول عنه
رسول اللّه 6 و ابن عباس مثل هذا كيف يمكن درك فضائله لكن ما
لا يدرك كلّه لا يترك كلّه، و الميسور لا يسقط بالمعسور. فينبغى أن نورد شطرا منها
ليعلم بذلك أفضليّته على غيره المقتضية لأحقيّته بالخلافة و الوصاية و استحقاقه
7 لها فقط دون غيره، لقبح ترجيح المرجوح على الرّاجح، و المفضول على
الفاضل.
فأقول و
باللّه التّوفيق: إنّ أمير المؤمنين 7 أفضل جميع امّة النّبيّ 6 بل أفضل جميع من فى الأرض بعد النّبيّ 6 من
حيث كثرة الثّواب و من حيث جمعه للخصال الحميدة و الكمالات الذّاتيّة و الفضائل
النّفسانية.
أمّا كثرة
الثّواب فلظهور أنّ الثّواب مترتب على العبادة و بكثرتها و قلتها تتفاوت الثّواب و
الجزاء زيادة و نقصانا، و ستعرف أنّه أعبد من الكل فيكون أكثر مثوبة و لو لم يكن
له من العبادات إلّا ضربته يوم الخندق التي قال فيها رسول اللّه 6:
إنّها أفضل
من عبادة الثقلين، لكفى في إثبات هذا المرام فضلا عن ساير عباداته التي لا يضبطها
الصّحف و الدّفاتر، و لا يحصيها الزّبر و الطوامير.
و أمّا
الخصال الحميدة و الفضائل و الفواضل النّفسانية و ساير جهات الفضل فكثيرة جمّة.
منها سبقه
إلى الاسلام
، و قد صرّح
به نفسه فى المختار السّابع و الثّلاثين بقوله أ ترانى أكذب على رسول اللّه 6 لأنا أوّل من صدّقه، و فى المختار السّادس و الخمسين بقوله:
فانّى ولدت على الفطرة و سبقت إلى الايمان و الهجرة، و تعرف تفصيل سبقته 7 إليه و تحقيقه فى شرح المختار إن شاء اللّه تعالى.