من الآخرين، و هم محمّد و عليّ و الحسن و
الحسين صلوات اللّه عليهم. لأنّ العرش في الأخبار الأولة الجسم المحيط بالمخلوقات،
و في هذه الأخبار هو العلم لانّه أحد معانيه كما عرفته في شرح الفصل الخامس من
فصول هذه الخطبة و صرّح بما ذكرناه الصّدوق في اعتقاداته حيث قال: و إنّما صارت
هؤلاء حملة العرش الذي هو العلم، لأنّ الانبياء الذين كانوا قبل نبيّنا محمّد 6 على شرايع الاربعة من الاولين:
نوح و
إبراهيم و موسى و عيسى، و من قبل هؤلاء الأربعة صارت العلوم إليهم، و كذلك صار
العلم بعد محمّد و عليّ و الحسن و الحسين إلى من بعد الحسين من الأئمة عليهم
السّلام.
(ناكسة
دونه) أى دون العرش (أبصارهم) إما لكثرة نور العرش
كما يدلّ عليه ما روي عن ميسرة، قال: ثمانية أرجلهم في التخوم[1]
و رؤوسهم عند العرش لا يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم من شعاع النّور، و إما لزيادة
الخوف كما روي عنه أيضا قال: حملة العرش أرجلهم في الأرض السّفلى و رؤوسهم قد خرقت
العرش و هم خشوع لا يرفعون طرفهم و هم أشدّ خوفا من أهل السّماء السّابعة و أهل
السّماء السّابعة أشدّ خوفا من السّماء التي تليها و السّماء التي تليها أشدّ خوفا
من التي تليها، و في دعاء الصحيفة السّجادية على داعيه أفضل السّلام و التحيّة في
وصف الملائكة:
«الخشّع
الأبصار فلا يرومون النّظر إليك، النّواكس الأذقان الّذين قد طالت رغبتهم فيما
لديك».
و في
التّوحيد باسناده عن وهب عن ابن عباس عن النّبيّ 6 قال: إنّ
للّه تبارك و تعالى ملائكة ليس شيء من أطباق أجسادهم إلّا و هو يسبّح اللّه عزّ و
جلّ و يحمده بأصوات مختلفة لا يرفعون رؤوسهم إلى السّماء و لا يخفضونها إلى
أقدامهم من البكاء و الخشية (متلفعون تحته) أى تحت العرش
(بأجنحتهم) روى الشّارح البحراني عن وهب قال: إنّ لكلّ ملك من حملة العرش و من