لجميعهم: خلوه علىّ امسكه بقدرتي، فخلوه
فأمسكه اللّه عزّ و جلّ بقدرته، ثم قال لثمانية منهم احملوه أنتم، فقالوا: يا
ربّنا لم نطقه نحن و هذا الخلق الكثير و الجمّ الغفير فكيف نطيقه الآن دونهم؟ فقال
عزّ و جل: لانّي أنا اللّه المقرب للبعيد و المذلل للعبيد و المخفف للشّديد و
المسهّل للعسير أفعل ما أشاء و أحكم ما أريد أعلمكم كلمات تقولونها يخف بها عليكم،
قالوا و ما هي؟ قال: تقولون:
بسم اللّه
الرّحمن الرّحيم و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم و صلى اللّه على محمّد
و آله الطيبين فقالوها، فحملوه، فخفّ على كواهلهم كشعرة نابتة على كاهل رجل جلد
قوي فقال اللّه عزّ و جلّ لساير تلك الأملاك: خلوا على هؤلاء الثمانية و طوفوا
أنتم حوله و سبّحوني و مجدوني و قد سوني، فأنا اللّه القادر على ما رأيتم و على
كلّ شيء قدير و عن وهب قال حملة العرش اليوم أربعة فاذا كان يوم القيامة أيدوا
بأربعة آخرين ملك منهم في صورة إنسان يشفع لبني آدم في ارزاقهم و ملك في صورة نسر
يشفع للطير في أرزاقهم و ملك في صورة ثور يشفع للبهائم في أرزاقها[1]
و ملك في صورة الأسد يشفع للسّباع في أرزاقها، فلمّا حملوا العرش وقعوا على ركبهم[2] من عظمة اللّه، فلقّنوا لا حول و لا
قوة إلّا باللّه، فاستووا قياما على أرجلهم.
و عن ابن زيد
قال لم يسمّ من حملة العرش إلّا إسرافيل.
و عن هارون
بن رئاب، قال: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت ضخيم، يقول أربعة منهم:
سبحانك و
بحمدك على حلمك بعد علمك، و أربعة منهم يقولون:
سبحانك و
بحمدك على عفوك بعد قدرتك. هذا و لا ينافي هذه الأخبار ما وردت في الأخبار الأخر
من أنّ حملة العرش ثمانية أربعة من الأولين، و هم نوح و إبراهيم و موسى و عيسى
:، و أربعة
[1] و فى الخصال عن الصادق 7 و نكس الثور راسه منذ
عبد بنو اسرائيل العجل: منه