ليس بمعصوم لا يؤمن صدور القبيح عنه،
فاذا وقع كان الاقتداء به قبيحا و المعصوم بعد الرّسول 6
منحصر باجماع الامة في الأئمة، و سيأتي تمام الكلام في هذا المقام في مقدّمات
الخطبة الشّقشقية إنشاء اللّه هذا.
و يحتمل أن
يكون المراد بالأمر في قوله 7: و لجاء أمره، الأعم من الأمور
الدّينيّة، و ربّما فسّر به فى الآيتين أيضا، فالمراد به على ذلك جميع الأمور
المقدرة المشار إليها في قوله سبحانه:
تَنَزَّلُ
الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ و في قوله:
فِيها
يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ.
و قد مضى في
الفصل التّاسع من فصول الخطبة الاولى في شرح قوله 7: و مختلفون بقضائه
و أمره، ما يوجب زيادة البصيرة في المقام، و قد مضى هناك في رواية الكافي عن
الباقر 7 أنّه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الأمر تفسير الأمور سنة
سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا و كذا و في أمر النّاس بكذا و كذا، إلى آخر ما مرّ
هناك، و هذا الاحتمال أقرب بالنّظر إلى عموم وظيفتهم :
الثالث
ما أشار 7 اليه بقوله: استعارة (و عيبة علمه) يعني أنّ علمه مودع
عندهم كالثّياب النّفيسة المودعة في العيبة، و تشبيههم بالعيبة من حيث إنّهم كانوا
حافظين و صائنين له عن الضّياعة و الاندراس حسن الاستعارة بالعيبة الحافظة للّباس
عن الأدناس.
قال البحراني
و كونهم عيبة علمه مرادف لكونهم موضع سرّه، إذ يقال في العرف فلان عيبة العلم إذا
كان موضع أسراره.
و أقول أمّا
تراد فهما في اللّغة و العرف فقد صرّح به بعض اللّغويين أيضا، و لكن الظاهر أنّ
السّر أخصّ من العلم، لما قد عرفت سابقا من أن السّر هو العلم الذي يكتم و قد صرّح
به غير واحد من اللّغويين و هو المتبادر منه أيضا، فيكون حقيقة فيه و على