هذا فيكون العلم أعمّ منه و هو الأنسب
بالمقام أيضا، من حيث أنّ التّأسيس أولى من التّأكيد.
و كيف كان
فلا غبار على أنّ علم اللّه و علم رسوله المتلقّى منه سبحانه مودع عندهم و هم
الحافظون له، و يدل عليه الأخبار المتواترة القطعية.
منها ما رواه
في الكافي باسناده عن يونس بن رباط قال: دخلت أنا و كامل التّمار على أبي عبد
اللّه 7، فقال له كامل: جعلت فداك حديث رواه فلان، فقال:
اذكره، فقال:
حدّثني أنّ النّبي 6 حدث عليّا 7 بألف باب يوم
توفى رسول اللّه 6 كلّ باب يفتح له ألف باب فذلك ألف ألف باب،
فقال لقد كان ذلك، قلت جعلت فداك فظهر ذلك لشيعتكم و مواليكم؟ فقال 7:
يا كامل باب أو بابان، فقلت له جعلت فداك فما يروى من فضلكم من ألف ألف باب إلّا
باب أو بابان؟ قال: فقال: و ما عسيتم أن ترووا من فضلنا ما تروون من فضلنا إلا
ألفا غير معطوفة.
و في البحار
من كتاب المحتضر للحسن بن سليمان من نوادر الحكمة يرفعه إلى أبى بصير قال: كنت عند
أبي عبد اللّه 7 فدخل عليه المفضّل بن عمر فقال: مسألة يابن رسول
اللّه، فقال 7: سل يا مفضّل، قال: ما منتهى علم العالم؟ قال 7: قد سألت جسيما و لقد سألت عظيما ما السّماء الدّنيا في السّماء الثّانية
إلّا كحلقة درع ملقاة في أرض فلاة، و كذلك كلّ سماء عند سماء اخرى، و كذلك السّماء
السّابعة عند الظلمة، و لا الظلمة عند النّور و لا ذلك كلّه في الهواء و كا «لا ظ»
لأرضين بعضها في بعض و لا مثل ذلك كلّه في علم العالم يعنى الامام إلّا مثل مدّ من
خردل دققته دقّا ثمّ ضربته بالماء «ثم خ» حتّى إذا اختلط و رغا[1]
اظهر اخذت منه لعقة[2] باصبعك، و
لا علم العالم في علم اللّه إلّا مثل حبة من خردل دققته دقا ثمّ ضربته بالماء حتّى
إذا اختلط و رغا انتهزت منه[3] برأس ابرة
نهزة ثمّ قال 7: يكفيك من هذا البيان بأقلّه و أنت
[1] رغوة اللبن زبده و رغا و ارغا و رغا صارت له رغوة، قاموس اللغة
[2] لعقته لعقة من باب تعب لعقا مثل فلس اكلته باصبع و اللعقة
بالفتح المرة و بالصم اسم لما يلعق بالاصبع، مصباح اللغة