و قوله 7: فيه خبر السّماء
يعنى من أحوال الأفلاك و حركاتها و احوال الملائكة و درجاتها و حركات الكواكب و
مداراتها و منافع تلك الحركات و تاثيراتها إلى غير ذلك من الامور الكاينة في
العلويات و المنافع المتعلقة بالفلكيات.
و قوله 7: و خبر الأرض يعنى من جوهرها و انتهائها و ما فى جوفها و أرجائها و ما في
تحتها و أهوائها و ما فيها من المعدنيات و ما تحت الفلك من البسايط و المركبات
التي يتحير في إدراك نبذ منها عقول البشر، و يتحيّر دون بلوغ أدنى مراتبها ظاهر
الفكر و النّظر.
و قوله 7: و خبر ما كان و خبر ما هو كائن أى من أخبار السّابقين و أخبار اللّاحقين
كلياتها و جزئياتها و أحوال الجنّة و مقاماتها و تفاوت مراتبها و درجاتها و أخبار
المثاب فيها بالانقياد و الطاعة و المأجور فيها بالعبادة و الزّهادة و أهوال
النّار و دركاتها و أحوال مراتب العقوبة و مصيباتها، و تفاوت مراتب البرزخ في
النّور و الظلمة، و تفاوت أحوال الخلق فيه بالرّاحة و الشّدة، كلّ ذلك بدليل قوله:
فيه تبيان كل شيء، أى كشفه و ايضاحه فلا سبيل إلى إنكاره.
التذييل
الرابع
اعلم أنّه قد
ورد الأخبار المتظافرة في النّهى عن تفسير القرآن بالرّأى منها ما في مجمع البيان،
قال: اعلم أنّ الخبر قد صحّ عن النّبيّ و الأئمة القائمين مقامه أنّ تفسير القرآن
لا يجوز إلّا بالأثر الصّحيح و النّص الصّريح، قال: و روى العامّة أنّه 6 قال: من فسّر القرآن برأيه فأصاب الحقّ فقد أخطأ و منها ما عن تفسير
العيّاشي عن أبي عبد اللّه 7، قال من فسّر القرآن إن أصاب لم يوجر، و
إن أخطأ سقط أبعد من السماء.
و منها ما عن
الرّضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين :، قال:
قال رسول
اللّه 6: إنّ «قال ظ» اللّه عزّ و جلّ في الحديث القدسي ما
آمن بي من فسّر كلامى برأيه، و ما عرفني من شبّهني بخلقى، و ما على ديني من استعمل
القياس في ديني.