قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ
الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ قال: ففرّج أبو عبد اللّه 7 بين أصابعه فوضعها في صدره،
ثم قال و عندنا و اللّه علم الكتاب كله.
و في تفسير
عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن أبي عبد اللّه 7
أيضا قال: الذي عنده علم الكتاب، هو أمير المؤمنين 7 و سئل عن الذي
عنده علم من الكتاب أعلم أم الذي عنده علم الكتاب؟ فقال 7 ما كان علم
الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلّا بقدر ما تأخذ البعوضة
بجناحها من ماء البحر.
و في غاية
المرام عن محمّد بن الحسن الصّفار باسناده عن عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت أبا
عبد اللّه 7 يقول: قد ولدني رسول اللّه 6 و أنا
أعلم كتاب اللّه، و فيه بدؤ الخلق و ما هو كائن إلى يوم القيامة و فيه خبر السّماء
و خبر الأرض و خبر الجنّة و خبر النّار و خبر ما كان و خبر ما هو كائن، أعلم ذلك
كانّما أنظر إلى كفّي إنّ اللّه يقول:
«فيهِ
تِبْيانُ كُلِّ شَيْءٍ» و قريب منه ما في الكافي باسناده عن عبد الأعلى مولى آل
سام، قال: سمعت أبا عبد اللّه 7 يقول: و اللّه إنّي لأعلم كتاب اللّه
من أوّله إلى آخره كأنّه في كفي، فيه خبر السّماء و خبر الأرض و خبر ما كان و خبر
ما هو كائن، قال اللّه عزّ و جل فيه تبيان كلّ شيء.
قال بعض
المحقّقين: قوله 7: كأنّه في كفّي تنبيه على أنّ علمه بما في الكتاب
شهودي بسيط واحد بالذّات متعلّق بالجميع، كما أن رؤية ما في الكفّ رؤية واحدة
متعلقة بجميع أجزائه، و التّعدد إنّما هو بحسب الاعتبار.