تقريب الاستدلال أنّ المراد بالكتاب الذي
امرنا بالتمسك به و الرّجوع إليه و عرض الأخبار المتعارضة عليه إن كان هو الكتاب
المنزل المحفوظ عن تطرّق السّوانح و طرو الزّيادة و النّقصان الذي هو موجود عند
الأئمة : على قول المدّعين للتّحريف، ففيه أنّ التمسّك به و الرّجوع
إليه ممّا لا يستطاع.
و ان كان
المراد به المحرّف المبدّل، فلا وجه له، لأنّه لم يبق فيه حجية و ليس به وثوق و
اطمينان فلا بدّ أن يكون الموجود بأيدينا سالما محفوظا.
قال الشّيخ
في محكي كلامه: و رواياتنا متناصرة بالحثّ على قراءته و التمسك بما فيه و ردّ ما
يرد من اختلاف الأخبار في الفروع إليه و عرضها عليه، فما وافقه عمل عليه و ما
خالفه يجنب و لم يلتفت إليه.
و قد ورد عن
النّبيّ 6 رواية لا يدفعها أحد انّه قال انّي مخلّف فيكم
الثّقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا: كتاب اللّه، و عترتي أهل بيتي، و أنّهما
لن يفترقا حتّى يردا علىّ الحوض، و هذا ممّا يدل على أنّه موجود في كلّ عصر، فانّه
لا يجوز أن يأمرنا بالتمسّك بما لا نقدر على التمسّك به، كما أنّ أهل البيت و من
يجب اتّباع قوله حاصل في كلّ وقت انتهى كلامه.
و ملخّصه أنّ
ظاهر هذه الأخبار أنّه لم يتطرّق على هذا القرآن الموجود بأيدينا تحريف و تغيير،
لأنّ المستفاد منها وجوب الرّجوع إليه إذ الرّجوع إلى غيره غير مقدور، فلا بدّ من
كونه محفوظا من الخلل و النّقصان، و إلّا لم يبق به وثوق و اطمينان، فلا يكون وجه
للأمر بالرّجوع إليه.
و فيه أوّلا
أنّ الأخبار المذكورة إمّا نبويّة كخبر الثّقلين و بعض أخبار العرض، و إمّا مرويّة
عن الأئمة :.
أمّا الطائفة
الأولى فلا دلالة فيها على المدّعى أصلا، لأنّه 6 قد كان
امرنا بالاتباع بالكتاب و العرض عليه و لم يتطرّق عليه تحريف يومئذ، كما امرنا
باتباع أهل بيته و عترته و أخذ الأحكام عنهم و الاقتباس من أنوارهم، و إنّما طرئت
السوانح