آبائه، عنه 6: أيّها
النّاس إنّكم في دار هدنة و أنتم على ظهر سفر[1]
و السّير بكم سريع و قد رأيتم اللّيل و النّهار و الشّمس و القمر يبليان[2]
كلّ جديد و يقربان كلّ بعيد و يأتيان بكل موعود، فأعدّوا الجهاز[3]
لبعد المجاز قال:
فقام المقداد
بن الأسود، فقال يا رسول اللّه: و ما دار الهدنة؟ قال: دار بلاغ و انقطاع فاذا
التبست عليكم الفتن كقطع اللّيل المظلم فعليكم بالقرآن، فانّه شافع مشفّع و ماحل[4] مصدق من جعله أمامه قاده إلى
الجنّة و من جعله خلفه ساقه إلى النار و هو الدّليل يدلّ على خير سبيل و هو كتاب
فيه تفصيل و بيان و تحصيل، و هو الفصل[5]
ليس[6] بالهزل، و
له ظهر و بطن، فظاهره حكم، و باطنه علم، ظاهره أنيق[7]
و باطنه عميق له تخوم[8] و على
تخومه تخوم[9]، لا تحصى
عجائبه، و لا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى و منار الحكمة، و دليل على المعرفة
لمن عرف الصّفة، فليجل[10] جال بصره،
و ليبلغ الصّفة نظره، ينج من عطب و يتخلص من نشب[11]
فانّ التفكر حياة قلب البصير كما يمشى المستنير في الظلمات بالنّور، فعليكم بحسن
التخلص و قلة التربص هذا.
و لغاية
عظمته و منتهى جلالته سمّي بأسماء مختلفة و لقّب بألقاب كثيرة،
[3] جهاز السفرا هبة السفر و ما يحتاج إليه فى قطع المسافة م
[4] قال الطريحى فى الحديث من محل به القرآن يوم القيامة صدق اى
سعى به يقال محل بفلان اذا قال عليه حولا يوقعه فى مكروه انتهى، فعلى هذا يكون
قوله و ما حل اشارة الى سعاية القرآن فى يوم الحساب ممن ضيعه و نبذه وراء ظهره،
منه