لأنّ الشيء كلما ازداد جلالة و رفعة
ازداد نعتا و وصفا:
فمنها الكتاب
قال تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ و منها القرآن: إِنَّهُ
لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ و منها الفرقان لكونه فارقا بين الحقّ و الباطل، قال
سبحانه:
وَ
بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ و منها النّور، لأنّه نور عقليّ ينكشف
به أحوال المبدأ و المعاد و يترا أى منه حقائق الأشياء، و يهتدى به في ظلمات برّ
الاجسام و بحر النفوس و يظهر به للسالكين إلى الدار الاخرى طريق الجنة و طريق
النار، قال تعالى:
و منها
الحكمة، قال تعالى: وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ^ و هي عبارة
عن أفضل علم بأحكم معلوم و لا يوصف بها إلّا المتجرّدون عن جلباب البشريّة، و
المنسلخون عن لباس هذا الوجود الكوني و لذلك قال سبحانه بعد قوله:
و يعلّمهم
الكتاب و الحكمة:
ذلِكَ
فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ^ و منها
الرّوح، قال تعالى: يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ
عِبادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ و منها الحقّ، لأنّه ثابت لا يتغيّر
أبدا من حقّ الأمر إذا ثبت، و لأنّه صادق مطابق للواقع لا يعتريه شكّ و ريب، قال تعالى.