إذا عرفت هذا فأقول: قوله 7
بين مشبّه للّه بخلقه، إشارة إلى بعض هذه الفرق، و هم المشبّهة الذين شبّهوا اللّه
تعالى بالمخلوقات و مثلوه بالحادثات و أثبتوا له صفات الجسم.
فمنهم مشبّهة
الحشويّة، قالوا: هو جسم لا كالأجسام، و مركب من لحم و دم لا كاللّحوم و الدّماء،
و له الأعضاء و الجوارح، و يجوز عليه الملامسة و المعانقة و المصافحة للمخلصين.
و منهم الذين
قالوا: إنّ اللّه على العرش من جهة العلوّ مماسّ له من الصّفحة العليا، و يجوز
عليه الحركة و الانتقال، قال اميّة بن ابي الصلت:
و قد أثبتوا
له سبحانه يدا و ولدا إلى غير هؤلاء من المشبّهة و المجسّمة.
و قوله 7: أو ملحد في اسمه اشارة إلى فرقة اخرى من هذه، و هم الذين يعدلون بأسماء
اللّه تعالى عمّا هي عنه فيسمّون بها أصنامهم، و يغيّرونها بالزّيادة و النّقصان،
فاشتقّوا اللّات من اللّه، و العزّى من العزيز، و مناة من المنان و هذا المعنى
حكاه الطبرسي عن ابن عبّاس و مجاهد في تفسير قوله تعالى:
وَ لِلَّهِ
الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَ ذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي
أَسْمائِهِ ثم قال: و قيل: إنّ معني يلحدون في أسمائه يصفونه بما لا يليق به، و
يسمّونه بما لا يجوز تسميته به، و هذا الوجه أعمّ فائدة، و يدخل فيه قول الجبائي:
أراد تسميتهم المسيح بأنّه ابن اللّه، ثمّ قال و في هذا دلالة على أنّه لا يجوز أن
يسمّى اللّه إلّا بما سمّى به نفسه.