«إِنَّما
نَعْبُدُهُمْ لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى و كان في العرب
مشبّهة و مجسّمة، و كان جمهورهم عبدة الأصنام فكان ودّ لكلب بدومة[1]
الجندل، و سواع[2] لهذيل و
نسر لحمير، و يغوث لهمدان، و اللّات لسقيف بالطايف، و العزّى لكنانة و قريش و بعض
بني سليم، و مناة لغسان و الأوس و الخزرج، و كان هبل لقريش خاصّة على ظهر الكعبة،
و اساف[3] و نائلة
على الصّفا و المروة، و كان في العرب من يميل إلى اليهوديّة، منهم جماعة من
التّبابعة[4] و بلوك
اليمن، و منهم نصارى كبني تغلب و العباديين رهط عديّ بن زيد و نصارى نجران، و منهم
من كان يميل إلى الصّابئة[5] و يقول
بالنجوم و الانواء[6]، فامّا
الّذين ليسوا بمعطلة من العرب فالقليل منهم و هم المتألهون أصحاب الورع و التّحرج
عن القبايح، كعبد اللّه و عبد المطلب و ابى طالب و زيد بن عمرو بن نفيل و قس بن
ساعدة الأيادى، و جماعة غير هؤلاء، انتهى باختصار منّا.
[1] دومة الجندل حصن بين المدينة و الشام و هو اقرب الى الشام من
المدينة
[3] اساف ككتاب و سحاب اسم صنم وضعها عمرو بن يحيى على الصفا و
نائلة على المروة و كان يذبح عليهما تجاه الكعبة و هما اساف بن عمرو و نائلة بنت
سهل كانا شخصين من جرهم ففجرا فى الكعبة فسخا حجرين فعبدتهما قريش و قالوا لولا ان
اللّه رضى ان يعبد هذان معه ما حولهما عن حالهما مجمع البحرين.
[5] الصابئة من صبأ فلان خرج من دينه الى دين آخر و صبات النجوم
خرجت من مطالعها قيل اصل دينهم دين نوح فمالوا عنه و قيل الصابئون لقب لقب به
طائفة من الكفار يقال انها تعبد الكواكب فى الباطن، مجمع البحرين.